د. أحمد العلياوي
إذا قال السيستاني لهم اتركوا الحكومة ولم يستجيبوا فما الموقف بعدها؟
هل يُصدر فتوى بالقتال ؟
يُصدرها تحت أي عنوان؟
جهاد الفاسدين؟!
مَن هم بالتحديد ؟
هل يقتنعُ الشعبُ بذلك؟
ثم هل الشعب العراقي كله مع السيستاني؟
هل على السيستاني أن يقاتل كل الأحزاب السياسية؟
مَن يقبل منها موقفه هذا ؟
مَن سيقاتلُ هذه الأحزاب؟
هل سيحملُ الناسُ بنادقَهم للقضاءِ على الحكومة؟
أمرٌ نتخيله ولكن ..
هل من أمدٍ متوقعٍ أو معلومٍ لما سيقع؟
مَن يضمن عدمَ الاقتتالِ حتى بعد زوال الحكومة؟
أنتَ تحملُ سلاحَك..
والآخرُ لديه سلاحه !
سيقولُ الناسُ : هذا بسبب تدخل السيستاني !
هل من رأي آخر ..؟
غداً ..
قد يدعو إلى ضبطِ النفس ومحاسبةِ المعتدين والحفاظِ على السلمية وتأكيد حرمة سفك الدم العراقي .
ولكن هذا لايشفي الغليل وهناك دماء سقطت ومازالت تسقط !
وعندها سيرى بعضُ الناس في المرجعِ ظهيراً للحكومة وسيُقال إنه لايقفُ مع المتظاهرين الذين لاتستجيب الحكومةُ لمطالبهم وقد نفد صبرُهم فما قيمة السلمية بعد !؟
غداً ..
يمكن أن يدعو السيستاني - وهو الآن في ليلة لايُحسد عليها - إلى تخلي الزعماء عن السلطة ، فهل ينسحبُ السنَّةُ والكردُ أيضا ؟ .
هل يتخلى كل هؤلاء عن مواقعهم التي وصلوا لها تحت ذريعة الانتخابات ؟
ماموقف السيستاني وهو يُسقط حكومةً بتدخله المباشر ضارباً الانتخابات وماأفرزت عرض الجدار؟
هل يرضى الجميعُ داخلياً وخارجياً بهذا التدخل؟
ثم هل يريدُ العراقيون حُكماً مدنياً يُدار بالفتوى الشرعية؟
ومهما يكن من أمر غد ..
فنحنُ أمامَ فتنةٍ لا تُصيبنَّ الذين ظلموا خاصة ..
فإذا قال المرجعُ الأعلى قاتلوهم فعليه سيقعُ الغُرمُ وتحمّل وزر هذا الرأي الذي لا يُبقي ولايذر لأنه يُحيل الشعب العراقي إلى التناحرِ والحروبِ التي لايُعرف منتهاها.
وإذا حاول تهدئةَ الشارعِ العراقي والضغط على الحكومة والسعي مع المتظاهرين لنيل طلباتهم فربَّما يكون ذلك مدعاة للتحريضِ عليهِ وجمع أعدائه تحت شعارات المطالبة بدم العراقيين للانتقام منه !.
إن من يظن بأن الحلَّ كله بإصدار فتوى فهو واهم ولايفقه شيئاً من المشهد السياسي العراقي لا حالياً ولا مستقبلا.
فلا حَلٌّ يُطلب من رجلٍ واحدٍ حتى وإن كانَ نبياً أو إماما.
فلا يكوننَّ يوم غَدٍ فاتحةً لفتنةٍ جديدةٍ فوق الذي نلقاهُ من عنتٍ وجور .
لنُنصِفَ أنفسنا ومرجعيتنا التي سيكون لها رأيها ولنقفَ موقفاً موحداً مهما كان ذلك الرأي.
العراقُ ينتظر شعباً ..
لنكن بقدر هذا الاختبار الصعب ..
لننجح في حماية بلدنا وأهلنا ومقدساتنا ..
لم ينفد الصبرُ ولن ينفد إلى أن ينال الشعبُ ماأراد .
حفظ الله العراق وأهله.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)