المقالات

العقل العراقي وغياب الحلول !!


محمود الهاشمي

 

عندما طلب الرئيس الصيني دينغ شياو من البروفسور  العراقي اليأس كوركيس  التعاون في نهضة الصين سأل كوركيس؛- كم لديكم من مراكز الدراسات؟ ومن هنا بدأت (نهضة الصين) ولما غابت مراكز الدراسات في بلدنا وما نسمعه مجرد عناوين واسماء ،رأينا ان نستأنس بآراء النخب من خلال (الگروبات) ونحاول ان نلملم منها  فكرة لإيجاد نافذة للحل نضعها بين يدي اصحاب الرأي علهم يستفيدون منها ،بعد ان تيقنوا ان عقولهم (خارج التغطية)!

المشكلة التي اصطدمنا بها ان الجميع منهمك في متابعة شؤون التظاهرات ومناطق التصادم

والاشتباك ،وكأننا جميعا نعمل في الصحافة لنقل الأخبار ووفق توجهاتنا لاغير ،ثم نحول (الأخبار )الى ساحة للاشتباك عبر اللغة وليس عبر (الرصاص).

أنا أقول لكم وبصراحة مطلقة ليس بين القادة السياسيين من (رشيد )وهم يستمعون للأخبار مثلما العامة من الناس ولهم من يشعلهم ويطفئهم من الحاشية !!

القريب من طبقة السياسيين سيضحك حتى يستلقي على قفاه وهو يجدهم في حيرة لايعرفون ماذا يفعلون مع اول سماعهم خبر خروج التظاهرات !!

تذكرت يومها (الحراك)الذي قاده يحيى اوغلن ضد اردوغان ،حيث بقي (اردوغان) مذهولا لا يعرف ماذا يفعل ،وقد هزمه الاعلام قبل اي اجراء .

الذي خطط ل(انقلاب)يحيى اوغلن في تركيا نفسه الذي يقودها علينا ويملك من الخبرة ما اسقط دولا في امريكا اللاتينية  ،وهو من اشرف على (الربيع العربي) ايضا.

الجميع الان يصطرع في دائرة النتائج اليومية للتظاهر ،فمن راهن على نجاحها لايهمه تداعياتها بقدر ان يرى خصمه طريحا حتى لو كان وطنا ،ومن راهن على فشلها وقع في ذات الذي وقع فيه صاحبه !!

ان من اعد (المخطط) ووضعه على الورقة ،ومنحه فرصة طويلة من التفكير والتوقعات ،كان قد حدد له المواقيت ،والنهاية!!

هذه هي الإرادات الدولية ترسم مستقبل الشعوب وفق مقاساتها ،فقد امتلكت أدوات وخبرة تمتد لقرون يقابلها خصم لايملك فأسا لمواجهة مدرعة .

قبل ان تبدأ رحلة (المخطط ) تكون جميع أدوات التنفيذ جاهزة وكل من موقعه ،وليس غريبا ان تجد (المكلف) يؤدي واجبه وكأنه يحفظه عن ظهر قلب !!

الشيخ قيس الخزعلي تحدث عن التظاهرة منذ الشهر الثامن للعام الجاري واعطى مواعيد لانطلاقها والزمن الذي ستقطعه ،والهدف منها

وتحدث عن تفاصيل لشخصيات مشاركة ومنها قال(احد الرئاسات الثلاث)ولم يسأله احد :- من اينَ اتيت بهذه المعلومات الدقيقة ؟ ولم تختلف التواريخ حد الدقيقة والساعة !! والغريب ايضا لم يعترض عليه احد من (الرئاسات الثلاث)واكتفوا بالصمت جميعا ! كما لم يحاسبه (الضباط )الذين قال عنهم (وأسرهم في امريكا ) ! ترى من اين له هذه المعلومات؟

لم يستطع احد ان يجيب عن (جغرافيا) التظاهرات وكأنها خطت كحدود (سبايكس بيكو) لاحياد عنها !! ترى هل ان السخط فقط موجود بجغرافيا الوسط والجنوب ؟

لا احد يمكنه معرفة ماذا سيحدث غدا ،في كل يوم مفاجأة وكل يوم ضحايا وكأننا جميعا نصفف كقطع الدومينو !!

لو جالستم أعضاء مجلس النواب خلال هذه الايام واستمعتم الى حواراتهم لوجدتم انهم ابعد الناس عن اي حل !!

هذا الأمر لاينطبق علينا فقط بل على الدول العربية جميعها،فجميعهم صممت لهم حياتهم ومستقبلهم وحكامهم دون ادنى تأثير لهم على القرار ونسأل :-هل كان خيار الربيع العربي عربيا ؟ لو كان (عربيا)لما جاء بهذه النتائج ،اينَ مصر وسوريا واليمن وليبيا والسودان وتونس والمصير قادم الى الجزائر التي ستدمر جميع مصانعها وبناها التحتية بأيدي شعبها !!

لا اعتقد أنكم تفكرون ان في دول الخليج من له عقل يفكر به !!

ما يجري في بلدنا شيء غير الذي نفكر فيه ،والذين يتابعونه ويدركون حيثياته ناس خارج الحدود ،نحن اشبه بالجمهور الذي يتابع مباراة لكرة القدم ليس له سوى ان يتقبل النتيجة التي يفرضها اللاعبون في الميدان !!

الصراع (الدولي)اكبر من مساحة العراق ،هم ينظرون له على انه مجرد موقع وثروات !! ولذا  ليس غريبا ان تجد ان الولايات المتحدة قد هيات  لنا المخيمات فقد هيأتها  من قبل،الى الشعب الفنزويلي قبل التظاهرات عند جارتهم كولومبيا ،وأتفقت مع حكومة كولومبيا على قبول الهجرة وكيف توزع عليهم المعونات !!

ان مراكز الفكر والدراسات التي طالب بها البروفسور العراقي لنهضة الصين كانت المنطلق لهذه (النهضة )التي تشهدها الصين الان ،والتي تضاعفت بشكل سريع ومذهل .

احتاجت الصين الى فكرة حل للاقاليم التي كانت مستعمرات بيد غيرها مثل تايوان ومكاو وهونغ كونغ ،وكيف بالإمكان اعادة شعبها ليرضى ان يكون جزء من شعب الصين وقد اعتاد حياة الغرب !! فاشتغلت مراكز الدراسات

لأعوام قبل ضمها للصين فجاء الحل من أطروحة لشاب صيني (نظامان ودولة واحدة )!!

لايمكن ان ينتهي سجالنا الى حل لاننا مازلنا (بدواً) لانفكر ابعد من بيت الشَّعَر الذي نسكنه ،ونموذجنا في البطولة (حرب البسوس)

حيث الزير سالم يقتل بالأبرياء على مدى أربعين عاما ثأرا لشخص واحد !!

لم نستفد من جميع أطروحاتنا التي تأخذ من وقتنا الكثير ،وكأننا لسنا نخبا ،تفيض منا  الحكمة

وتصدر عن عقولنا الحلول !!لوتجردنا من بداوتنا و تعصبنا الطائفي او العرقي

لوجدنا لوطننا حلولا ولتوصلنا الى نتائج طيبة

لكننا اضعف من ان نقوم بذلك ،دعونا نتفرج

على لعبة الموت التي تؤطر حياتنا .

دعونا ننتظر ،كيف سيفكر مجلس النواب بعد استقالة عبد المهدي ،سوف ينتهون الى نهايات غريبة وتسويات ويصطرعون فيما بينهم

والنهاية (رجل تسوية )الله يعلم من هو ومن وراء تحضيره واستقدامه !!

وماذا سيفعل وماهو السيناريو المقبل !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك