بألم /علي عبد الصاحب
الاجرام كل الاجرام ان تتلاعب بعاطفة هؤلاء الشبان وتدفعم ليكونوا اضاحي على اعتاب طموحاتك او ان تتخذ من دمائهم وسيلة لترقيع الفشل الحكومي الذي كانت جهتك احدى اسبابه.
فارقتني المشانق عام 2000 عن شباب كانوا يحلمون بعراق خال من صدام
ثم فارقني عام 2004 شباب كانوا يحلمون بعراق خال من الاحتلال
بعد سنين من فقدانهم لم اجد ما تحقق من امانيهم شيء فالعراق الذي خلص من صدام صارت ثرواته ومقدراته مشاعا للجهات التي ائتمناها ووثقنا بزعامتها، تلك الزعامات التي وهبتها بغير حق الى بيوتات بعينها بل والانكى من ذلك ان حواشيهم جعلوها هبة للغواني والمموسات
ولا استثني من ذلك احدا!
اليوم وبعد ان هب المظلومون مطالبين بحقوقهم المنهوبة وجدت في اغلبهم من ليس له تحصيل علمي، بمعنى انه سيكون كذلك الشهيد الذي فقدته، لن يكون له نصيبا في البديل ولن يحصل على شيء من خيرات بلده!
انهم اليوم يتسترون في ظل ابو التكتك ويجعلونه بطلا لانهم يعلمون انه لا ولن يزاحمهم على الكعكة!
انظروا؛ انهم كي يستمروا باللعب بذهنيتكم حولوا مطالبكم في العيش الكريم الى رسائل سياسية،يتم ارسالها الى اميركا التي اوجدت هذا النظام مخبرة اياها اننا خلفاء البعث في صراعكم مع المحور الاخر!
ثم انتقلوا بكم الى مطلب اخر غير العمل والسكن والتعليم والصحة وهو اقالة الحكومة كي يطيحوا بقيمة اي قانون ولا يلزموا انفسهم باي مواثيق ويشيعوا في الامة قاعدة القائد الضرورة (القانون مطاط بيدنه نسويه نعال او ماعون)
وبعد ان تمكنوا من اختراق صفوفكم وهدم السدود التي تحفظ السلم الاهلي من الانهيار؛ تراهم اليوم يحاولون الطعن بمواقف المرجعية والتشكيك باهلية السيد السيستاني لانها حددت خارطة الحل المنجية للشعب، والتي لا تسمح بجعل العراق ومصيره حقل تجارب لمرحلة جديدة تكون نتاج لانتخابات مبكرة مغمورة بالمد العاطفي السلبي تجاه جميع الوجودات السياسية.
انظر وتفكر..
لقد شخصت المرجعية ان الانتخابات الدورية هي الحل بعد ان يعم الهدوء ويرجع المواطن الى العقل ويبتعد عن العاطفة ويكون ذلك بعد تشريع قانون انتخابات عادل وتشريع قانون للمفوضية العليا للانتخابات..
اخواني..
ان اقالة الحكومة ليس هدفكم ولم يكن وان اهدافك تم التلاعب بها كما تم التلاعب بسلمية تظاهراتكم..
لن اقول عفية للمتظاهر الذي يقتل ولن ابكي عليه؛ بل ساقول لمن يبكيه ليتغلغل الى عاطفة اقرانه اذهب واخرج انت وولدك قبل ان تشجع على هذا الهتك ان القوات الامنية ابناءنا وانتم ابناءنا فاتقوا الله في العراق وفي عوائلكم وفي دينكم..
واعلموا ان زوال عبد المهدي لا يغير بالمعادلة شيئا لان هناك تصعيدا للمطالب سيتبناه ويبثه فيكم من تملكته نشوة السلطة والنفوذ؛ وانكم كيفما كنتم (المتظاهر غير المؤدلج والذي ليس له اتصال بمراكز القرار امريكا بريطانيا اسرائيل )، كيفما كنتم لن تكونوا جزءا من الحكومة المقبلة..
بل سترفعون اناسا وتأملون منهم خيرا ثم تصطدمون بحقيقتهم بانكم لم تكونوا يوما في جدول اعمالهم..
ركزوا على مطالبكم؛ وقيمة القانون والدستور والنظام؛ لان بالنظام فقط يكون ضمان حقكم وملاذكم من الظلم..
اما الفوضى والزعامات؛ فصدقوني لن تكون يوما ملاذكم ولا حصنكم من الظلم كونوا لاهلكم
ولا تفجعونا
واهدأوا يرحمنا ويرحمكم الله
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)