محمود الهاشمي
الأرقام التي يتداولها الاعلام ومعهم المسؤولون ان تعداد القوات الامنية بكل تشكيلاتها تتجاوز المليون مقاتل ،وفي مختلف الصنوف !!
هذا الرقم وفقا للخبراء العسكريين لايحتاجه العراق طبقا الى مساحة البلد وعدد سكانه ويقدرون الحاجة الى (٦٠٠)فقط .
نحن من جانبنا -كعراقيين -نقول لابأس ان يكون هذا العدد ،نظرا للظروف الامنية والتحديات التي يمر بها البلد ،ولانأسف على حجم المبالغ المرصودة ،من رواتب وإسكان وتسليح وإطعام وغيرها بالإنفاق على هذه المؤسسة ،مادامت تقوم بمهمة حفظ الأمن وحماية الحدود والمال العام والخاص بالإضافة الى الأهم (ارواح المواطنين)!!
المرجعية في الخطبة الأخيرة أكدت على ضرورة مساندة القوات الامنية وتعزيز معنوياتها وتشجيعها ،ونعتقد ان الاعلام العراقي طالما غطى الكثير من انتصاراتهم على الإرهاب ودعم مواقفهم البطولية ،واوضحت المرجعية بذات الخطبة بانه (لا غنى عن هؤلاء الاعزة)! لكن في نفس الوقت أوضحت المرجعية نقطة مهمة (وقد لاحظ الجميع ماحل ببعض المناطق(ذي قار ) لما لم تستطع القوات الامنية القيام بما يتوقع منها ،الى ان هبت رجال العشائر الكرام فقاموا بدور مشهود في حماية السلم الأهلي ومنع الفوضى والخراب ))
هذا يعني ان القوات الامنية لم تقم بالواجب المكلفة به ،وان (العشائر )هي من تولت (هذا الواجب )!! في ذات الوقت فان هذه القوات تركت وأجبها في الموصل فدخل داعش وفعل مافعل من استباحة الأرض والأرواح والعرض والمال والآثار والمراقد وغيرها !!
بالأمس كانت هناك معارك تدور عند جسر السنك وصولا الى جسر الجمهورية فالخلاني ،
وهذه المعارك انطلقت عند الساعة الثامنة مساء وانتهت عند الساعة الخامسة صباحا وكانت الضحايا بالعشرات مابين المتظاهرين والقوات الامنية نفسها ،ويؤكد بيان القوات الامنية ان اربع سيارات قدمت عند الساعة الثامنة والنصف واشتبكت في (معارك) وووالخ
لم تعلن القوات الامنية عن مرتكبي عمليات القتل للمتظاهرين واكتفت بتسميتهم (جهات مسلحة)!!
ان ماجرى من حدث في مركز العاصمة بغداد ،ووسط المئات من القوات الامنية والعشرات من كامرات المراقبة وأصوات الرصاص ملأت جوف الليل ،فيما تتصاعد السنة النار والدخان بالمنطقة ،فهل يمكن ان تكتفي القوات الامنية بالقول ب(تشكيل لجنة لمتابعة الحدث )!!؟
الغريب ان ابناء العشائر بدؤوا بتشكيل أفواج فيما بينهم وتوزيع الواجبات للحفاظ على مدنهم في محافظات البصرة والناصرية وكربلاء والنجف وغيرها !!
السؤال ؛-ما صلاحية رجل العشيرة في اتخاذ اي اجراء سواء في الاقتتال او النزاع او غيره وما تبعات الحدث عليه ؟
منذ ايامٍ وأنا اتابع بيانات شيوخ العشائر وهم يعلنون ولاءهم للمرجعية ويعاهدون الشعب في الحفاظ على الأمن !! أليس هذا من واجب القوات الامنية ان تحفظ الأمن ؟
بعض القيادات الامنية تحمل الدولة المسؤولية في انها لم تقف مع رجل الأمن وغالبا ما تحمله المسؤولية في سقوط ضحايا رغم ان القوات الامنية كانت تدافع عن نفسها من (المندسين)!!
القوات الامنية لديها صنوف مختلفة وتدريبات هذه الصنوف طبقا للمهمة ،وان قوات مكافحة الشغب تكون قد خضعت الى تدريبات خاصة لمهمة مواجهة (المحتجين) ولديها ثقافة خاصة بالتعامل مع هكذا ظروف ،بالمقابل ان تكون لدى المحتجين ثقافة التظاهر بعدم الاعتداء على قوات الأمن ومهاجمة ممتلكات الدولة والشعب إلى آخره.
هذه (المعادلة )كانت ومازالت مفقودة بين الطرفين ،لذا فان غموض الموقف الأمني يجعل المواطن أولا يقلق على مصيره ومصير اسرته ووطنه ،وأمواله وثانيا ان يستقي معلوماته من جهات غالبا ماتكون مغرضة !!
ان الأعذار التي يتقدم بها البعض من ان القوات الامنية عاجزة من مواجهة (قوات) تابعة للأحزاب فهذا امر اخر ،أولا ماعلاقة هذه الاحزاب بالتظاهر خاصة وان المتظاهرين خرجوا ضدهم ،وثانيا ان ذلك لايبرر اخفاء الحقيقة !!فمن عجز ان يحمي الشعب عليه ان يغادر مهمته ،فليس من الصلاح ان نربط مصير حياتنا بجهة تخاف الصدام باي كان !!
المتظاهر المطالب لحقوقه واضح في وجهه ومطالبه وخطابه ،وغير ذلك فهو غير متظاهر
ولنجد له اسما اخر !!
https://telegram.me/buratha