المقالات

الطفل والخرخاشة وأشياء سياسية


عبد الكاظم حسن الجابري

 

تستخدم الأمهات وسائل كثيرة لإسكات أطفالهن, وجعله يغادر حالة البكاء, خصوصا في أشهره الأولى, كون الطفل لا يمكنه التعبير عن ما يريده ولا تستطيع الأم معرفة ما يزعج وليدها, وتختلف هذه الوسائل من مجتمع لآخر ومن بيئة لأخرى.

دراسات كثيرة حددت بعض الوسائل والألعاب لإشغال الطفل وإسكاته تعتمد على عمر الطفل, وقالت دراسات إن الموسيقى مثلا لها دور في تهدئة الطفل, وكلك بعض الترنيمات التي تؤديها الأمهات, وفي موروثنا العقائدي الإسلامي فلإن الإسلام حث على إسماع الطفل لآيات متلوة من القران الكريم.

إن ما تتفق عليه جميع الثقافات والدراسات هو استخدام الخشخيشة -والتي نسميها شعبيا بالخرخاشة- لإسكات الأطفال وإشغالهم, وبحسب خبراء العناية بالأطفال فإن الخرخاشة هي وسيلة فعالة لشد انتباه الطفل وخصوصا إذا كانت الألوان المستخدمة للخرخاشة زاهية.

في السياسة والقيادة هناك أطفال لا يعرفون معنى السياسة ولا القيادة, لكن شاء القدر والزمن البائس أن يجعلهم يتصدرون بعض مشاهد الحياة السياسية, سواء بمناصب مدنية أو عسكرية.

هؤلاء "الأطفال" حينما وجدوا أنفسهم في هذه المواقع ضنوا بأنهم ذوات لا يمكن أن تأفل, ولا يمكن للمشهد أن يغادرهم, ولا أنهم سيكونون صفحات سوداء في سجل التاريخ, فيعمدون إلى محاولة فرض أنفسهم بطرق شتى, ومنها أن يجعلوا أنفسهم نشازا, ويقوموا بالضغط في اتجاهات معينة لأخذ أكبر ما يمكنهم من مغانم شخصية أو منافع جهوية.

هؤلاء الاطفال يحتاجون إلى خرخاشات لإسكاتهم والأمن من شرهم, وهذه الخرخاشات التي يحتاجها "أطفال الساسة" وأطفال القيادة هي أن يتم اسناد موقع أو منصب لهم أو لمن يتبعهم من الأطفال الأصغر لكي ينشغلوا بها.

المشكلة مع هذه الخرخاشات هو أن الطفل الوليد إذا سكتت خرخاشته أو سقطت سيعاود البكاء وسيضر نفسه فقط, وهذه الحالة تماما تحدث لدى "أطفال" السياسة فهم ساكتون ما داموا في موقع القيادة, ولكن حينما تسقط منهم, فانهم سيصرخون وسيخربون  ولكن صراخهم وبكاءهم هذا نتيجنه دم يراق على أرصفة الشوارع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك