حسن كريم الراضي
كان مخططا لهذا الصباح أن يكون دمويا صاخبا مدمرا مشبعة أجواءه بدخان الحرائق والبارود وقد أعدت التحرير بأتقان أن تكون مسرح ذلك المشهد وتهيأة الفضائيات لذلك واستنفر النشطاء وارتدوا بدلاتهم الأنيقة وغطوا كميات من الباودر السميك على وجوههم الكالحة التي أنهكها الظهور على الشاشات الصفراء.. أما سفراء الدول فكانوا على أتم الاستعداد وقد كتبوا مسودات الإدانة المتخمة بالبكاء على الشعب المضطهد الذي ستقمعه حكومته وقواتها الأمنية المنزوعة السلاح!! المسرح أعد بإتقان والممثلين جهزوا أنفسهم للعرض الكبير وسيرفع الستار صباح الثلاثاء وفجأة تأجل العرض وتقرر التأجيل فماذا جرى يا ترى؟؟ لم يؤجل العرض بل فشل وتهاوى السيناريو المعد في مطابخ البعث والجوكر ولاسباب أهمها : وقفة عشائر كربلاء التاريخية قبل أربعة أيام والتي أحكمت قبضتها على المدينة فمنعت اي داخل غريب لها ليسقط في أيدي دعات الخراب وليفقدوا ساحة التحشيد التي دعوا إليها قبل أسابيع والتي افقدتهم القدرة على تحشيد أبناء المحافظات الجنوبية هناك.
ثانيا : الوعي المتصاعد للمتظاهرين السلميين الذين رفضوا الانصياع لدعوات مشبوهة لا يعلمون خلفيات مصادرها مما تسبب في فقدان أهم عناصر العرض الذي يعتمد على تحشيد البسطاء واستغلال نقمتهم وحماستهم لتغيير الأوضاع الفاسدة في البلاد..
ثالثا : الخلاف المتصاعدة وتيرته بين أقطاب القيادة في التحرير بعد اكتشاف أصحاب القبعات الزرق لحجم المؤامرة ولتحولهم إلى ادات تهدئة وسلام واصدارهم بيان بعدم الانصياع لدعوة دخول الخضراء المشبوهة.
رابعا : تمكن المدونين والكتاب والمثقفين من تدوير ماكنة إعلام تطوعية ضخمة من خلال منصات التواصل تمكنت من كشف حجم المؤامرة التي تحاك في سفارات الدول والممولة خليجيا وبيان أهوال الذهاب إلى الفوضى بعدما تقاعست معظم القنوات الفضائية الرسمية والحزبية عن دورها والتي مازالت تجامل دعاة التدمير والخراب بل أضحت منابر تستضيف كل متأمر طامح ملحد قميء في نكوص سيقف عنده كتاب التاريخ طويلا.. كل ذلك وأسباب أخرى جعلت منتجوا سيناريو المجزرة المفترضة أن يقفزوا للامام ويعلنوا إلغاء العرض المدمر لكيلا يواجهوا نتيجة فشله الحتمية التي بانت للجميع في أفق الأحداث.. انهم فشلوا وهزموا ولم يتمكنوا من تنفيذ المهمة فسارعوا لمداراة هذا الفشل ليعلنوا الإلغاء والتأجيل وسيمنون بهزائم أخرى بعدما بانت للجميع الخيوط المحركة للمؤامرة وإلى أين يساق البسطاء في هذا الوطن... سيهزم الجوكر ويعود لمواطنه الباردة وسيخرج الشعب حينها يطالب بحقوقه من الذين سرقوا ثرواته وبددوا أمواله واجهضوا تجربته..
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)