المقالات

حرب الوعي

1476 2019-12-12

 

 

رغم أن أشهر تهمة على الفيسبوك هي أنك "ذيل إيراني" ألا أنك لو أستخدمت عقلك في البحث عن أي مواطن عراقي يُعلي مصلحة إيران على مصلحة العراق، فلن تجده أبداً حتى بين المتطرفين والطائفيين، وستكتشف أن التهمة تُطلق على الشخص بإفتراض مسبق لنواياه وليس لأن هناك في كلامه دليل على ولائه لإيران،

- بمجرد أنك لا تسب إيران، فالمقابل أصبح ولسبب ما، يفترض انك تحب إيران وتفضلها على بلدك!!

- لأنك لا تجد ما يمنع من الإعتراف بأن إيران ـ فعلياً ـ هي الدولة الوحيدة التي ساندت العراق في حربنا على الإرهاب، فسيُنظر اليك على أنك إيراني أكثر من الإيرانيين!!

- يكفي أن تتحدث عن الإحتلال الأمريكي وهيمنته على كل مفاصل الحياة في العراق، بدون أن تساوي بين ذلك وبين التدخل الإيراني (الإحتلال التركي والتدخل السعودي القطري الاماراتي كلهم معفيين من هذا الأمر!!) لتصبح بنظر المصابين بفوبيا إيران، طرفاُ يحشر نفسه بين ايران وأمريكا!!

- إذا حاولت التنبيه لخطورة الإقتراض والغرق بديون صندوق النهب الدولي وشروطه التدميرية للمجتمع، دون أن تشير الى وفرة الطماطة الإيرانية بالأسواق (البضاعة التركية والألبان السعودية والإعفاءات الضريبية الهائلة مع الأردن أيضاً معفية من الذكر هنا) فأنت آنذاك تريد ان تنَفع إيران على حساب بلدك!!

- الأكثر تطرفاً بنظري، هو عندما تأتي على سيرة العداء الأزلي الذي تكنه إسرائيل تجاه العراق، فتأتيك فوراً التهمة البلهاء بأنك تريد توريط العراق في الصراع الإقليمي، وكأن العراق جزيرة بعيدة في المحيط وأنت تريد أن تعتبره قسراً دولة عربية وجزء من المنطقة!! متناسين أن علم إسرائيل المزعوم، مرسوم عليه أرض العراق وليس أرض إيران.

والمفارقة أن الجميع تقريباً وبغض النظر عن درجة الوعي والثقافة، قد رضخوا لهذا الترهيب الإعلامي ونادراً ما تجد أحداً يتجرأ على ذكر الإحتلال العسكري والسياسي والإقتصادي الأمريكي، دون أن يسارع لإعلان براءته من التهمة الشهيرة وكأن قبول التدخل الأجنبي حالة موجودة وواردة ورفض التدخل أمر خارق للعادة وهو وحده من يتميز به!!

المشكلة هنا ليست فقط في مساهمة هؤلاء بنشر هذه الثقافة الرديئة وترسيخ معيار خاطئ ومشوه لمفهوم الوطنية، الأمر يتعدى الى أن يصبحوا - بدون قصد، منفذين لإستراتيجية العدو (التي تطبق بشراسة منذ 10 سنوات) في تمويه حقيقة الصراع الوجودي في المنطقة وإستنفاذ زخم الغضب لدى الشعوب وتصريفه في ميدان المعركة الخاطئة.

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك