المقالات

عريس الوزراء المقبل

1444 2019-12-14

هادي جلو مرعي

 

كم من الطامحين بالمنصب اللعين سواء من المشتغلين في السياسة من زمن بعيد، ومن المجربين، وغير المجربين، وكم من الطامحين إعتمادا على مايجري من حراك في الساحات رغبة في نيل رضا الشعب بوصفهم لم يشتغلوا في وزارة، ولانيابة. ولم يتولوا منصبا تنفيذيا، أو تشريعيا رفيعا في السنوات الماضية؟

هم كثر، وكم يسيل لعاب الناس على المناصب والمكاسب بوصفها غاية الغايات في بلد يصعب فهمه، فكيف بحكمه، وتسيير أموره خاصة مع تعدد الأقطاب والأحزاب، وتدخلات الأغراب والأجناب الذين لهم السبق في الصغيرة والكبيرة، وفي بلد حكمته الحروب والنزاعات، ولوت أعناق شعبه الحصارات، وجبابرة الحضارات. فسمي بحق بلد الخسارات، لم يفلح فيه حاكم، ولم يفلح هو أبدا. فمن مصيبة الى أخرى، ومن نهر دم الى بحيرات دماء، وعذابات ونحيب وثكالى ويتامى ودموع لاتجف، وأحزان لاتخف، وبلاءات لاتكف.

حاكم العراق أول الضحايا عبر التاريخ. إما لظلمه، وسوء تدبيره وتقديره، وإما لتكالب الأمم عليه كتكالب الأكلين على قصعة سرعان مايقومون عنها وهي فتات، ولايرتجى منها للفقراء نصيب، وهو حال يشترك فيه من حكموا فيغادرون المنصب بالتأنيب والتثريب، ولاينالون غير النقد، ويطالهم الفقد. فهم ملعونون مركونون ينتظرون أجلا، ولاياملون عدلا، ولايرجون أملا. فنصيبهم القتل، أو الشنق، أو السحل، أو الحرق، وقليل منهم يسجن، أو ينفى، وهو عظيم الحظ، وثاقب اللحظ.

عريس الوزراء المقبل عريس أول ليلة. يشم عطر عروسه، وتشرق في الصبح شموسه، ويحيطه الصحاب، ويرقص حوله الأهل والأحباب، ثم سرعان ماتناله سهام الرافضين، وتشغله مطالب الراغبين. فلايدري أيرضي حزبا، أم يجامل شعبا؟ ويحار في أمره، ويقصر في الوزارة عمره، ويتعرض لهجوم الخصوم، ويتخلى عنه من أيدوه قبل القدوم، فيكون كبش فداء، بغرض الإلهاء، أوالإرضاء، ثم يفعل الله مايشاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك