احمد عبد السادة
بعد المواقف والردود الكثيرة المستنكرة لتفاصيل الجريمــة الوحشيــة في ساحة الوثبة، توقعت بأن المحرضين تعلموا هذا الدرس القــاسي وشعروا بالندم، وبالتالي فإنهم سيراجعون مواقفهم الرديئــة السابقة وسيتوقفون عن التحريض.
لكن يبدو أنني كنت مخطئاً، فبعد يومين فقط من مجــزرة الوثبة المروعة بدأت حملة تحريــض وتهديد جديدة من قبل "بعض" المتظاهرين "غير السلميين" ضد الشاعر الشعبي مرتضى حرب ومنعه من دخول مدينة الناصرية تمهيداً لتهيئة ساحة في الناصرية أو غيرها من المدن تشبه ساحة الوثبة (ربما تكون ساحة الحبوبي!!) لجعلها مسرحاً لسفــك دم هذا الشاعر والتمثيل بجثتـــه وسحلهــا وتعليقها!!
المفارقة أن حملة التحريض ضد هذا الشاعر انطلقت بسبب قناعاته ومتبنياته وخياراته الشخصية التي لا تضر أحداً ولا تتعارض مع مطالب المتظاهرين السلميين (حصراً)، والمفارقة الأكبر أن تلك الحملة اشترك بها شعراء يتغنون في قصائدهم بالحب والجمال والسلام!!
لهؤلاء المحرضين ولكل من يتبنى خطابهم أقول: لقد رفضنا وواجهنا البعث و"د١عش" لأنهما كانا يفترســان المختلف عنهما ويسفكــان دمه، فلا تكرروا تجربتهما المظلمــة ولا تحاولوا أن تجبروا الناس على أن يكونوا نسخاً مكررة عنكم ولا تصادروا حقهم البديهي في التفكير والتعبير والحياة، فيضطر حينها المخالفون لكم لرفضكم ومواجهتكم والتصادم معكم.
https://telegram.me/buratha