حيدرالموسوي
الشعب والعراقي يكره حكامه كرهاً شديداً ويريد ان يستيقظ ذات صباح فإذا بقصورهم فارغة وقد إنقرضوا إلى الأبد، وهذا مفهوم طبعاً، ولكنه يعتقد ان الحاكم هو النظام وبهذا لا يدرك أن الحاكم هو واجهة فقط لدائرة كبيرة مكونة من أعوان ومستفيدين ومتسلقين ومتملقين ورجال اعمال وممثلي شركات عالمية عابرة للقارات ومندوبي حكومات أجنبية وأجهزة إستخبارات ورجال دين وقيادات عشائرية وطائفية وجهوية ومناطقية.
ولهذا فإبتهاج الشارع إن قررت تلك الدوائر أعلاه إستبدال هذه الواجهة بواجهة أخرى عبر إقالة او تصفية او تنحية هذا الحاكم أوذاك، يعبر عن قصور في وعي الشارع وعدم إدراكه لحقيقة وابعاد مأساته. فتاريخياً في كل الثورات الشعبية العالمية من الثورة الفرنسية التي إقتلعت النظام الملكي من جذوره والبلشفية التي أسقطت النظام القيصري والكوبية التي اسقطت باتيستا الرأسمالي و الفيتنامية التي إسقطت النظام الموالي لأمريكا وأوقعت هزيمة نكراء بجيشها و الإيرانية التي أزاحت الشاه وكل الطبقة المحيطة به حتى صغار الموظفين، كل هذه الثورات الشعبية تميزت بإلتفاف الجماهير حول قيادة بديلة ذات برنامج واضحة المعالم على الأقل في خطوطه العامة.
هذه الامور غير متوفرة وبالتالي الانشغال بالاسماء والاهتمام بمن يرأس الحكومة هو ما يراد لإجهاض مشروع التغيير والمطالب الحقه
فقافلة الشهداء والجرحى لم تخرج من اجل استبدال أشخاص
بل خرجت بعد اليأس من عدم وجود مترو وشارع نظيف ومستشفى ومركز للسرطان وسكن ملائم وتيار كهربائي
ومرافق ترفيهية وامن وعمل وهي الاحتياجات التي يريدها الفرد الذي يعيش فترة من الزمن في عالم الدنيا بكرامة
حتى يغادر هذا العالم الى الآخرة
المستقل الذي تنادون به يعني ليس لديه ايدولوجيا
لن يحقق لكم تلك الامور حتى في أحلام اليقظة
ان افترضنا عمر تلك الحكومة سنة واحدة
فكيف يعمل المستقل مع برلمان مكون من الأحزاب ؟
فحتى ترامب ومهاتير وبوتين وأردوغان يعملون مع برلمانات مكونة من احزاب
أساس العمل السياسي في العالم قديمًا وحديثًا هو العمل الحزبي والحركي
ولا تتوهموا ان الخلل كون هذا إسلامي ولم يقدم
واليساري سيجعل من العراق فينا
هذه اوهام
العراق بلد نزاع والفاعل الدولي هو المحرك الأقوى في الساحة السياسية سابقًا وحاليا ومستقبلًا
نجاح الاحتجاجات يكمن في بلورة قيادات تتحدث عن ستراتيجية توفير المطالب الاجتماعية عبر رؤيا اقتصادية
بالضغط على من سيكون في هرم السلطة شريطة ان يكون منتخب باصوات الناس وليس عبر المزاج والرغبات والصراعات والنزاعات الداخلية والخارجية
فلا تستغربوا ان يتم فقدان كل شيء بل احتمال
دخول سيناريو التقسيم للدويلات الثلاثة ان استمر الحال هكذا فالمتغيرات كثيرة
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)