كندي الزهيري..
قد يعتقد البعض ،بأن العنوان لموسوعة تهم الاثار أو الفن وغيرها ، ليس كذلك ،
إنها موسوعة العجائ التي جسدها أفكار وآراء الفرد العراقي خلال الشهرين لماضيين، من خلال ساحات التظاهر والمواقع الإلكترونية.
رأيت في مطلع التظاهرات أكتوبر ،كيف انتفض الشعب ضد الحكومة العراقية ،وكيف حمل رئيس مجلس الوزراء ،مشاكل ال(16) عام، طالب بسقاط النظام يجب محاكمة الرئيس مجلس الوزراء ، من ثم تحول المزاج الرأي العام ضد ايران ،بينما ترك السعودية والاردن والإمارات ،تلك الدول كانت المصدر الرئيسي لتصدير الرهاب إلى العراق ، من ثم تحول إلى إيجاد قانون انتخابات جديد يسهل إيصال النزيه إلى الحكم ، تناسى ان الفاسد الذي سرقه قد انتخبه ذلك الفرد مقابل المال أو وعد بالتعين او على أساس القبيلة او العشيرة لذلك الفاسد بحجة قائد او كان ابوه اوجده له صولة ضد الطاغية صدام ، فأعطاه البيعة تحت هذه الحجة ،ومنهم من طالب بإسقاط النظام السياسي من ثم طالب بإصلاح النظام السياسي، والهتافات لا تريد متحزب يحكم العراق ،بعدها نريد فلان وفلان ، كنما هؤلاء ليس في أحزاب أو قيادات في تلك المؤسسات .
ان علاقة العراقيين بالسلطة مضطربة . فنحن هتفنا للحاكم بفداء أرواحنا له،وحين نغادر ساحات الاعلان نلعنه وندعو الله أن يخلصّنا منه وبالعكس. شخصية غريبة نضيفها لعجائب الشخصية العراقية. أننا حين نتحاور مع بعضنا لا نعطي الفرصة للآخر للتعبير عن رأيه لا بل ربما نتهمه بأشد الاتهامات من دون دليل فقط الانه مخالف لراينا، وحين يعلّي صوته نعلّي أكثر ونقاطع وفي أحيان تصل إلى قتل الانسان كما حدث في التظاهرات الأخيرة ..الا الذي قدسناه بالباطل خوفا من الجهلة من اتباعه نصمت أمامه وكأننا أصبنا بالخرس. الاننا نعرف ماذا قد تكون النتيجة، حين نكون مع بعضنا نتباهى بأنفسنا حتى ليبدو أحدنا وكأنه مركز بطل أسطوري ،فيما " يخرس" وننزوي بآخر الكون في حضرة الظالم .
تكاد الشخصية العراقية تنفرد بحدتّه وتأصله فوجدت أن العراق قبل الآف السنين كان سهلا استهوى الغزاة والاستماع للشائعات وأن الصراع فيما بينهم أفضى الى نتيجة حتمية هي أن البقاء يكون لأقوى المحاربين وأشدّهم بأسا وأن من طبيعة الأقوى أن يشيع بين الناس ثقافة الخوف والتهديد والرعب فيمجدونه كما فعلو مع صدام وبعض الزعامات بعد ٢٠٠٣ في حضوره ويلعنونه في سرّهم برغم بأن كل العالم يشهد لهم بالشجاعة . وكان الغالب في تاريخ العراق أن الحكّام كانوا يقطفون رؤوس وذلك بسبب رفض العراقيين له وفي نفس لوقت يمجدون به .
امس كان يهتف ضد رئيس الحكومة ،واليوم يدافع عنه ويبين قوته وكيف حاول الخروج من العباءة أمريكا وكيف نقلب على من يمتلك نصف الحكومة ،الحقيقة التي وصلت لها هي اننا على الحق ثائرين وعلى الباطل ثائرين ، وما نحتاجه يكمن بشخصية درست الشعب العراقي جيدا وضع كل الاعتبارات على الخارطة السياسية العراقيه ..
ـــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha