محمود الهاشمي
يصنف الخبراء العسكريون الأميركان أجيال الحروب الى أربعة !!
ولسوء حظ بلدنا اننا ذقنا ويلات الاربعة اجيال دون تقديم او تأخير !
الجيل الأول وهي التقليدية(بين جيشين تقليديين تابعين لدولتين )وقد خضناها مع ايران وعلى مدى ثمان سنوات .
الجيل الثاني (الحرب التي تحدث بين دولة وجيوش غير نظامية داخل الدولة )وقد خضناها مع قوات البشمر گة على مدى عقود طويلة ،ثم خضناها مع التنظيمات الإرهابية فيما بعد !
الجيل الثالث (التي تمتاز بالمفاجأة والسرعة والمرونة وتحدث بين دولتين )وقد خضناها في احتلال العراق وكيف استخدمت امريكا آخر تقنيات الأسلحة التقليدية في مهاجمة العراق ،وكذلك في هجوم حلف الناتو على ليبيا!!
الجيل الرابع :- وهي حرب اميركية صرف ،ومن طورها الخبراء العسكريون الأميركان وذلك باستخدام كل الوسائل المتاحة ضد (الدولة الخصم) لخلق دولة ضعيفة منهكة تستجيب لارادة الدولة القوية باعتماد الاقتصاد والإعلام
ومواطني الدولة الخصم (فيستيقظ عدوك ميتاً)
حرب الجيل الرابع استخدمتها امريكا فيما تسمى ب(الحروب الملونة ) سواء في البلدان العربية او امريكا اللاتينية ،ونجحت في خلق فوضى وكيانات ضعيفة ليعيش المواطن (بلا سلطة )و(بلا أمن)و(بلا مستقبل) ولن يستطيع التفكير الاّ في حدود المكان الذي يقطنه ،ودول (الربيع العربي) نموذج لذلك ،وفعلتها مع تركيا
ومازالت تداعياتها حتى اليوم من اعتقالات وغلق منظمات وطرد ضباط كبار إلى آخره.
هذا النوع من الحرب (الرابع ) قد طبّق علينا وعلى لبنان في نفس الوقت ،وبذات الأدوات :-
١-طبقة سياسية فاسدة
٢-منصات إعلامية تزرع اليأس والإحباط وتسلط الضوء على كل ماهو سيء في البلد فمثلا عندما تريد ان تبث تقريرا عن نهر دجلة تذهب الى عنوان(٤٠٠)محطة تصريف للمياه القذرة على نهر دجلة)ثم تعرض مياه المجاري وهي تصب في النهر بشكل مقرف وهكذا على باقي مناطق البلد !!
في السعودية العشرات من الأحياء العشوائية ودون خدمات تذكر بل وهناك احياء مبنية من الصفيح لكن من يصدق ذلك ؟ لان الاعلام بعيد عنها !!
٣-فقدان الرموز السياسية والدينية والاجتماعية بالشكل الذي يجعل المواطن لايثق بأحد منهم .
٤-التركيز على فقدان الخدمات وعدم السماح بإقامة اي مشروع خدمي ،او اي مشروع اسكان
او بناء مدارس والمتابع للوقوف امام قانون البنى التحتية وغيرها من المشاريع والقوانين سيدرك ذلك جيدا!
٥-صناعة احياء غير منظمة (عشوائيات )ودون خدمات وتكديس البشر فوق بعضهم ورفع منسوب الأمية لفت اللحمة الاجتماعية وخلق اجيال ساخطة ومؤهلة لأي مشروع خطير ضد بلدهم .
٦-إنشاء العشرات من المنظمات (مجتمع مدني) تلتحق بها المئات من الشباب تخضع لارادة الدولة القائمة عليها والداعمة لها ،وجاهزة لأي نداء ودعوة من قبلهم .
٧-العمل على زرع شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية وحكومية في بنية الدولة
وغالبا ماتكون اسرهم خارج البلد (امريكا) ليكونوا اشبه بالرهينة في حال الرفض لأي دعوة .
٧-صناعة دولة فاشلة اقتصاديا لشيوع البطالة
وخلق حالة سخط .
٨-ايجاد عدو وهمي للشعب وتحميله مسؤولية الفشل !
٩-اغراق البلد في الديون الخارجية .
لاشك ان تعريف (حرب الجيل الرابع )تقضي العمل البطيء وعلى نار هادئة ،واعتماد الضغط الخارجي والداخلي الى الدرجة التي
حين يتم الإعلان عن (الاحتجاج ) (يستيقظ قادة الدولة الخصم وهم كالموتى )ويعني انهم غير قادرين على إصدار اي قرار ولا تحريك رجل امن من مكانه .
ربما بلد مثل العراق او اليمن او سوريا وليبيا او مصر او تونس من السهل تطبيق هذا النوع
من الحرب عليها ،ولكن حين طبقت على تركيا نتذكر كيف ان تركيا في شهر تموز عام ٢٠١٦ (انقلاب فتح الله اوغلن)وجد رئيس الوزراء اردوغان نفسه (غريبا) ولايملك سوى (جهاز الموبايل) ،وليس غريبا ان نقول ان من اعد المخطط على اردوغان هو نفسه من أعده على (دول الربيع العربي) ونفسه الذي أعده على العراق وهو (محمد دحلان) القيادي الفلسطيني السابق في فتح والمطلوب للقضاء التركي والساكن في الامارات !
العراق الان (بلا سلطة) تديره حكومة تصريف أعمال (مستقيلة)
خالية من الصلاحيات (بالتمام ) ومجلس نواب عاجز عن إصدار اي قرار وعاجز عن (إكمال النصاب) والعراق (بلا أمن) حيث تم ضرب صبي حتى الموت وتعليقه وذبحه لمرتين (الثانية في عجلة الشرطة) وأمام أنظار ضباط كبار وجمع من الناس وفي ساحة الوثبة وسط العاصمة وفي وضح النهار وعلى مدى اربع ساعات وحرق منزل الصبي وبيت عمته في اليوم الثاني ،والقوات الامنية لاتملك ان تدفع عنهم الشر ،فيما كامرات التصوير تثبت كل شيء !
السؤال ؛-لماذا قوات الأمن لاتقوى على فعل شيء ؟ الجواب ان العديد من قياداتها خارج البلد ،وان الحملة الإعلامية التي رافقت (الاحتجاجات)جعلت القوات الامنية قيد (التهمة) وبما في ذلك القائد العام للقوات المسلحة الذي هدد (سيحال للمحاكم الدولية لانه يمتلك جنسية اجنبية )فجرد القوات من اسلحتها ،ناهيك عمّن خُطط له ان يقتل المتظاهرين السلميين بالقنص المنظم!!
ان واحدة من أدوات (حرب الجيل الرابع )هو مبدأ (التحييد) حيث تم تحييد اقليم كوردستان وكأنه غير معني بمناطق الوسط والجنوب ،كما تم تحييد ابناء المناطق الغربية من البلد ،بعد ان أوقعوهم تحت احتلال الإرهاب ،وما طالهم من ويلات وضحايا وووالخ
ومن تركيز على انهم واقعون ب(التهميش) ،ثم المباشرة برصد مبالغ (خليجية)لاعمار مناطقهم وسط إهمال الحكومة العراقية!
المناطق الجنوبية والوسط من البلد هي من تتولى (الاحتجاجات) بعد غياب الخدمات وشيوع الفساد والبطالة وازمة السكن ،وسوف تستمر الاحتجاجات الى (حين) بعد ان تغيب الدولة والأمن و(الأمل )بمستقبل لحياتهم !!
يقول احد بنود (حرب الجيل الرابع ):- ( تأتي كل هذه الاجراءات في سبيل اخضاع الدولة المستهدفة الى اي اجراء ويتقبل شعب الدولة الخصم ،اي إملاءات ،فليس لهم من خيارات لتكون ارضهم صالحة للنفوذ والسيطرة)!
لاشك ان واحدة من أولويات هذا المخطط هو افراغ الدولة الخصم من اي عمق دولي كي ينفردوا بها .
الشعب العراقي (الان) تحت هذه المعادلة (غياب السلطة والأمن والمستقبل ودون اي عمق دولي ومحلي بعد ان أفرغونا من ذلك )
وليس غريبا ان ليس هنالك من يسمع (النصيحة) فلا السياسي يقبل بذلك ولا المتظاهر ونحن مشغولون جميعاً في يومياتنا
والاسوء من ذلك إعلامنا الذي كشف عن حجم
(الفشل)في التعاطي مع الأزمات سواء الحكومي او الحزبي او المرتبط بجهات خارجية !!
https://telegram.me/buratha