المقالات

نار تحرقنا!


سالم مشكور   جريمة الوثبة ليست الأولى في ساحات التظاهر، لكنها الابشع. قبلها خُطف ناشطون أو اغتيلوا وأجهزة الدولة لا تحرك ساكنا ولا تتدخل لوقف جريمة أو تخريب للممتلكات خوفاً من اعتراضات سفارات غربية ومنظمات دولية. التخريب يتسع، وهيبة الدولة والقانون لم يبق منها شيئ، ومطاليب المتظاهرين الحقيقيين تكاد تذهب ادراج الرياح بفعل ممارسات جمع من القتلة والمخربين من مجهولي التوجيه والتمويل. الغريب ان سفارة دولة مثل بريطانيا تعترض على عنف مارسته القوات الأمنية ضد محتجين في ظروف يختلف عليها المعنيون، تتجاهل السفارة مقولة أحد رؤساء وزرائها السابقين "إذا تعرض الامن الوطني الى الخطر فلا تحدثني عن حقوق الانسان"، فضلا عن كون موقفها تدخلاً في الشؤون الداخلية. موجة الاحتجاجات المطلبية دخلت على خط استغلالها أكثر من جهة خارجية وداخلية، كل لهدف خاص به. الداخلي ينقسم بين مراقب ينتظر الحصاد وآخر يركب الموجة ويستغل الحراك لسرقة المزيد ليس المال فقط بل من المواقع والمناصب. الخارجي يريد في معظمه تحويل العراق ساحة صراع ضد ايران، عبر تأجيج كراهية شعبية عراقية لإيران، وجعل الأخيرة العدو الرئيسي في رأي العراقيين. هذا الامر يتم باستنهاض أحقاد قديمة كانت الحرب العراقية الايرانية أحد أبرز مفاعيلها. تلك الحرب اللعينة التي قضت على مئات الاف الشباب العراقيين فضلاً عن مثلهم من المعوقين والجرحى والارامل ليعترف صدام، بعد فوات الأوان، بأنها كانت فخّاً غربياً للعراق. اليوم يريدون استنهاض ذات الأحقاد القومية لمواجهة نفوذ إيران في العراق، في نارٍ تحرق العراقيين، الذين قد يُفاجأوا بعد الصحو من غفلتهم باتفاق إيراني أميركي ليظلوا هم يعانون نتائج الحريق لسنوات أو عقود. النار التي يجري اشعالها لاستهداف ايران، تحرق المجتمع العراقي وأخلاقه وقيمه. انظروا الى الكم الهائل من البذاءة والشتائم والعبارات الهابطة التي تنشرها صفحات الذباب الالكتروني. تابعوا حجم التحريض على العنف ورفض الرأي الاخر واستسهال الصاق شتى التهم واطلاق شتى التوصيفات بحق من يختلف في الرأي أو من يشير الى ما يخطط للعراق. انظروا الى حجم الكراهية التي يجري بثّها والتي بدأت تفرق بين أفراد العائلة الواحدة، وهي مستلزمات حرب أهلية يخسر فيها الجميع الا الفاسدين وتجار الدم. مهما تغيرت الوجوه في السلطة فان النتيجة لن تكون بأفضل مما نحن عليه الان بوجود مجتمع مفكك ومنهار اخلاقياً. أعرف أن هذا الكلام لن يعجب الكثيرين لكن إرضاء الضمير خير من إرضاء البشر.  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك