محمود الهاشمي
ان جوهر نجاح (حرب الجيل الرابع) ان الجميع يقف امام لوحة الشطرنج دون ان يستطيع احد ان يحرك قطعة واحدة حتى لو استمر الدست لعام !!
وأنا اتصفح آراء الأخوة من النخب على مواقع التواصل بكل عناوينها ،لا اجد احدا قادرا ان يحل هذا اللغز ،في معادلة صممها الخصم فتجمد كل الشيء بما في ذلك العقل !!
الكتلة الأكبر (المفترضة) تمخضت فانجبت (قصي السهيل) فانهالت عليهم اللعنات من كل صوب وحدب وكأنهم جاؤوا بوثني ليحكم بلاد المسلمين !!
هل يستطيع احد ان يحرك قطعة في دست العراق للشطرنج ؟ واتحداه !
هذا الدست أعده لنا (الاميركان) ونحن ساعدناهم كثيرا وسهلنا عليهم سرعة التنفيذ وكل واحد منا ادى واجبه ،من طبقة سياسية فاسدة الى قبائل تصطرع فيما بينها وتهدد شركات النفط ،الى مسؤولين فاشلين الى مجلس نواب أمي الى اخره.
طيب حركوا أدوات الشطرنج واكسبوا الدست فقد تعبنا ان نشتم انفسنا ونبصق في ماء انهارنا ،ونلوم بعضنا !
خصومنا ادخلونا في مغارة لانهاية لها ،وجعلونا نتفرج على اولادنا يقتلون ويذبحون ويعلقون ولا نقوى ان ندفع عنهم الشر !!
اسكنونا بالعشوائيات ودفنوا احبتنا بالحرب الطائفية وهجرونا من أحيائنا ،ودمروا مصانعنا ومعاملنا ومؤسساتنا وسمحوا للصوص ان يسرقوا مصارفنا !!
الدست أمامنا جميعا وقد تجرأ ت كتلة ودفعت وزيرها ،وليس علينا سوى ان نرد ان كنا نرغب بمواصلة اللعب !
لماذا يلوح رئيس الجمهورية بالاستقالة ؟ هذا هو ميدان السياسة ،وهذه معتركاتها وكما يقول الشاعر (الى الملك القرم وابن الهمام
وليث الكتيبة بالمزدحمْ
وذا الرأي حين تغمُّ الامورُ
بذات الصليل وذات اللجمْ)
نعم لقد غمت الامور وتحتاج الى (ذا الرأي)!
من السهل ان تستقيل يا سيادة الرئيس وتذهب الى منتجعات السليمانية ،ولكن الاصعب ان تواجه هذه التحديات وتقول كلمتك وبين يديك حلول كثيرة .
اللذين رفضوا ترشيح قصي السهيل لم يأتوا ببديله إنما اكتفوا بالرفض والنيل ممن قدمه
وهذا امر سهل ان ترفض وان تستقيل وان تهرب !
الذين يصرون ان يُؤتى برئيس وزراء مستقل ،لماذا يتأخرون في تسميته؟
المدد الدستورية لاتقبل التسويف ،وأعضاء مجلس النواب جميعهم ينتمون الى كتل سياسية ،فكيف لهم ان يختاروا مستقلا ويتحملون مسؤوليته أولا وثانيا اذا جاء هذا المستقل عن طريق الكتل السياسية سيكون حتما مرفوضا لانهم سيتهمونه بانه (قريب منهم )!!
البعض يقول ان رئيس الوزراء ترشحه سوح التظاهر ،ونسأل كيف ؟حتى لو انتظرنا لعامين والتظاهرات على أوجها لن نصل الى نتيجة ،وسوف تتصاعد الامور ويزداد الحرق والقتل وتغيب السلطة والأمن ،ويصبح كل شيء مستباحا، فالمتظاهرون السلميون ليس لديهم جهاز امني ليخرجوا المندس من بينهم ،
وقواتنا الامنية (خارج التغطية)يحسبون الايام ويستلمون رواتبهم !! (ونحن نكتب والحرائق متواصلة !)
بالنهاية ستصبح جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك (حاكم عسكري)ونكون قد خسرنا كل شيء وعدنا لذات (الطاسة والحمام )!
الدكتور قصي السهيل شخصية مهذبة ويده نظيفة وحازم في قراراته ،ولايحب لاحد ان يملي عليه شيأ حتى انه يمزق الورقة التي تحمل (واسطة) وفيه عناد يزعج الكثير وقد نجح كأنسان وكنائب وكوزير ونجح في عمله وخلفه الأكاديميون والنخب فهو ابن هذه المؤسسات وحاصل على شهادة الدكتوراه من الجامعات العراقية ،وليس من مزدوجي الجنسية !
ولو ترك الأمر للكتل السياسية لما رشحته لهذا المنصب ،لكنه الشارع وضغطه والمرجعية ووصاياها .
اقسم رغم معرفتي به لم افكر يوما ان اطلب منه مساعدة صديق او غيره وقد انتخاني كثيرون ورفضت لأني اعلم بطبيعته وربما يرد بالسلب وأقول لصاحبي اذهب انت بنفسك وسيساعدك ،خاصة وأنه محب للفقراء وأسر الشهداء .
قصي لاتتعدى ادارته لهذا المنصب سوى عام للتحضير الى الانتخابات المبكرة ،ولايمكن لأي مستقل كان من يكون ان يتسلم المنصب هذا في مثل هذا الوقت الاّ فيه خبل لانه (مغامرة ) وفق تحديات الشارع وما عليه من صراع بين طبقة السياسيين !
ربما السيد قصي هو ليس خيارنا !
رغم هذا ان كان هنالك شخص مستقل اجمع عليه العراقيون وهتفوا لشخصه فذلك امر يرضاه الجميع ونحن في مقدمتهم .،وليس لاحد منا سواء أنا او انتم سوى رضا الله والحفاظ على وطننا .
https://telegram.me/buratha