الشيخ محمد الربيعي
تطرقنا في حلقتنا السابقة الى شرط الاسلام والايمان في الحاكم واليوم نتعرض الى شرط اخر يراه الاسلام وهو (النضوج العقلي) فبغض النظر عن الدليل العقلي وسيرة العقلاء تؤكد النصوص الدينية على لزوم النضوج العقلي للحاكم وعدم إيكال الامور الى السفيه او ضعيف العقل
قال تعالى ( ولاتؤتوا السفاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) فمن الواجبات الاساسية للحاكم توفير وتوزيع المقدرات المالية والاقتصادية ومن الواضح أن الامن و الكرامة أثمن من مستلزمات المادية قال الامام الصادق (ع) ( لايكون السفيه امام التقي )
وقال النبي (ص)( اذا اراد الله بقوم شرا وعلى عليهم سفهاءهم ..) ،فالحاكم الذي يرتضيه الدين هو من يستطيع إدراك الامور المعقده والدقيقة وبحسب تعبير القران ( ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما )،ولابد من الاشارة ان المراد من النضوج العقلي ليس العقل العام لان ذلك من البديهيات وانما نقصد به العقل المتكامل القادر على ادراك الامور المعقده وعلى التدبير الحكيم وهذا ما اكدة الامام علي ( ع ) ببعض كلماته ( ليس العاقل من يعرف الخير من الشر ولكن العاقل من يعرف خير الشرين ) فالعاقل من لايتوقف في حياته الاجتماعية عند مفترق طريقين وانمايسلك الطريق العقلاني في خضم حركة المجتمع حين يضطر الى مجاراتها
نسال الله ان يرزق العراق حاكم مسلما مؤمنا ذو نضوج عقلي
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)