المقالات

الذهاب الى ((شخصية  قضائية )) لرئاسة الوزراء،،تمهيداً ل(سيسي عراقي)


محمود الهاشمي

 

 

منذ دخول قوات الاحتلال الى العراق وسقوط النظام البائد عام 2003 ، والماكنة الامريكية تعمل ليل نهار من اجل مخطط رسم على ورقة ولابد من تحقيقه..

اشغلت امريكا البلد "العراق" في الحرب الاهلية "الطائفية" واستطاعت ان تخط الحدود الجغرافية لكل منطقة او مكان، وبعد سلسلة مذابح وقتل على الهوية، تحددت "الجغرافيا"، وتحولت الاحياء والنواحي والاقضية الى "كانتونات" طائفية.

هذا المخطط الجغرافي "الطائفي" و"العرقي" لم يأت جزافاً انما هو لفصل "الهوية" ومنع الترابط الاجتماعي والديني والعرقي، حتى ان الاجيال الجديدة من مواليد التسعينيات من  القرن الماضي وما تلاه باتوا يرون في الطائفة والعرق عنواناً للعلاقة الاجتماعية، بل وتحول الى ثقافة في العلاقات الخارجية ايضاً ، حيث من آليات الدخول الى دولة الاردن ان يسأل العراقي عن طائفته، وقد يكون سبباً لرفض دخوله، وحدث لوفودنا في مصر ودول المغرب ايضا، فيما ظهرت هتافات "طائفية" في بعض مدرجات الملاعب العربية ضد منتخباتنا الرياضية!!.

هذا المخطط الجغرافي، لتحييد سكان البلد عن بعضهم البعض ولكي تستقر هذه "الثقافة" عمدت السفارة الامريكية الى ترسيخ واقع الجهل، حيث ارتفعت نسبة الامية في العراق الى (10) مليون امي، اي اكثر من ثلث سكان البلد وذلك عبر صناعة دولة فاشلة والاتيان بشخصيات "مأزومة" و ""ناقمة" تقود النشاطات والحركات السياسية والادارية، وكذلك في الوقوف امام اي مشروع اعمار وانشاء المدارس او تطوير التعليم.

في ذات الوقت فان السفارة اطلقت العمل لـ"2000" منظمة مجتمع مدني، بمختلف الاختصاصات ، وعلى مدى (13) عاماً انتجت اجيالاً مصنعة وفق اهوائها ومخططاتها ويأتمرون باوامرها كراعية لهم ثقافياً وفكرياً ومالياً، وهؤلاء نشطوا في الاحتجاجات بادوار مختلفة، وهم وراء حرف مطالب الشعب عن مساراتها!.

ومثلما تم التخطيط للامور اعلاه كان للاعلام نصيب اكبر فقد استطاعت السفارة ان تستقدم العديد من الشخصيات الاعلامية والسياسية وهم:

1-الاعلاميون الناقمون على هيمنة الاحزاب الاسلامية على السلطة.

2-الاعلاميون من النظام البائد.

3-الاعلاميون الذين حدثت لهم خلافات مع المؤسسات التي كانوا يعملون بها.

4-السياسيون "المأزومون" او الذين حدثت لهم خلافات مع الاحزاب التي كانوا ينتمون لها.

هذه الماكنة الاعلامية تم التحضير لها بعناية وانفجرت فجأة لتستفيد من "السخط" الموجود لدى الشارع العراقي نتيجة لفشل وفساد الاحزاب الحاكمة.

هذه الماكنة الاعلامية شاركت كثيراً في "الجغرافية الطائفية والعرقية" بالتاكيد على المصطلحات مثل "ذات الغالبية" وعلى "صبغة الاحزاب" مثل "الاحزاب الشيعية او السنية او الكوردية".

تجلى هذا المخطط في قضيتين مهمتين الاولى ان "جغرافيا التظاهر" انحسرت في مناطق الجنوب والوسط لـ"طائفة بعينها" والثاني تحييد المناطق الاخرى "الغربية والشمالية".

لاشك ان هذا "التحييد" يهدف الى افراغ البلد من عمقه الاجتماعي والسياسي والثقافي ، لتسهيل عملية التفرد بكل منهم وفق اي مخطط كان.

الان وقد انفرد المخطط الامريكي بمناطق الوسط والجنوب دون ان يجدوا لهم عمقاً في مناطق البلاد الاخرى، لدرجة ان جلسات مجلس النواب الاخيرة، لم يتفاعل نواب الاقليم والمناطق الغربية مع مطالب المتظاهرين ومناقشة القوانين ذات الصلة ، وفضلوا الجلوس بالكافيتريا على الانضمام تحت قبة البرلمان وبالكاد اكتمل النصاب القانوني للجلسة بعد عدة تاجيلات.

عملية تحديد الكتلة الاكبر ، وترشيح رئيس وزراء، كانما هي من واجبات كتل مناطق الجنوب والوسط باعتبار –وفقاً لنظرة الكتل الاخرى- ان المتظاهرين احتجوا عليهم وعلى ادائهم !! وبذا نجحوا في مهمة "التحييد" .

صحيح ان مجلس النواب صادق على قانون الانتخابات الجديد واختار مفوضية جديدة، ولكن الاهم هو آليات المرحلة الجديدة، وفي مقدتمها "رئاسة الوزراء" حيث ان المتظاهرين يهتفون لـ"رئيس وزراء مستقل" والسؤال الاول : من الذي سيختار هذه الشخصية المستقلة؟ اذا اختارتها الكتلة الاكبر فسوف تقع في مشكلتين الاولى كتل مناطق الاقليم والغربية، فهؤلاء يتعاملون بـ"استرخاء" تام مع الموضوع، وغير معنيين بـ"التظاهر والمتظاهرين" وسيرفعون منسوب مطالبهم الى ان يحصلوا على مستقل "ضعيف" يضمن مصالحهم او ان يطيلوا من امد الاحتجاجات لاضعاف الحكومة الاتحادية و "تسيد" الشيعة على ادارة الدولة كما يشيعون !!  والامر الثاني: هل يمكن للمتظاهرين ان يرشحوا شخصياً لرئاسة الوزراء ؟ الجواب هذا شبه مستحيل لان اغلب المتظاهرين من الشباب بتنوع توجهاتهم.

سيكون الأمر معقد عليهم، وفيه شبه استحالة، وبذا ستكون جميع الخيارات مرفوضة، مسبقاً، خاصة وان جميع الذين تم مفاتحتهم من (المستقلين) رفضوا رفضاً تاماً لهذه الفكرة، بل طالبوا عدم تداول اسمائهم خشية التجاوز عليهم وحرق اسمائهم او منازلهم والنيل من سمعتهم، فهم يدركون حجم التحديات التي يمر بها البلد ومخاطرها، وعدم وجود سند قوي او غطاء سياسي لحمايتهم ودعمهم!!

المخطط الأمريكي يقضي برفض جميع الأسماء والعناوين، والذهاب الى ((مجلس القضاء الأعلى)) على الطريقة المصرية حين اختاروا عضو المحكمة الدستورية ((عدلي منصور)) الذي اصبح رئيسا مؤقتاً لجمهورية مصر عام 2013، بعد سلسلة تظاهرات ادت الى قيام القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي بانقلاب عسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي بعد مرور عام على توليه منصب رئيس الجمهورية بالتعاون مع شيخ الأزهر وبابا الكنيسة القبطية، ولا شك فإن عدلي منصور هو من منحه رقاه الى رتبة  ((مشير)) بعدها ترك السيسي الملابس العسكرية وتحول إلى مدني ليتولى السلطة ويعلن حالة الطوارئ وتبدأ عملية الاعتقالات والاعدامات وخنق الإعلام وتسخيره لصالح السلطة ومنع اي شكل من اشكال انتقاد السلطة، وصنف نظام حكم السيسي بأنه ديكتاتوري سلطوي وارتفع منسوب الفساد وفقاً لبيانات منظمة الشفافية

وكذلك، فإن اجماع المنظمات الدولية بأن مرحلة السيسي ليس فيها اي شكل من اشكال الديمقراطية، وازدادت معدلات الفقر، وغرقت البلاد بالديون، وارتفعت نسبة البطالة.. كما أن مشكلة سد النهضة و الأوضاع في السودان ودول الجوار الاخرى اربكت الوضع السياسي والاقتصادي في مصر، وفقدت في ذلك منزلتها وقوتها و الزائر الى مصر سيشهد ان الوضع الامني مربكاً وان الفاقة على وجهه الناس وتعاملهم مشخصاً وجلياً.. هذا المخطط اعد على مصر لتتقبل (( صفقة القرن)) التي واحده من مفرداتها ان يتم اقتطاع جزء من اراضيها واسكان الفلسطينين عليها كبديل عن أرضهم.

من علامات الدخول بهذا (المخطط الاميركي) رفض جميع الخيارات من قبل (المتظاهرين) لاي مرشح حتى لو كان برمزية غاندي ونيلسن مانديلا من الأجانب وأبي ذر الغفاري من العرب..

ومن علاماته ايضا الذهاب لاختيار شخصية (قضائية) وبعدها يجري علينا ماجرى على مصر..! نذكّر بما قالته صحيفة ( وول ستريت) بحق السيسي (سلعة معروفة في واشنطن ولديه علاقات طويلة الأمد مع الولايات المتحدة)

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك