كندي الزهيري...
اعتاد الجمهور المتابع الخطبة المرجعية العليا، في كل جمعة من الصحن الحسيني ، ان تسمع خطبتين ،احدهما دينية واخرى سياسية وارشادية .
بعد أن اثبتت طيلة السنوات الماضية حكمتها وقدرتها على إدارة الوضع بشكل منهج ومنطق وشفاف حتى باتت " صمام الامان " .
المراقب منا لخطب الجمعة المباركة ورؤى المرجعية فيها ، خصوصا للشهرين الماضيين ، يلمس جليا ، ثمة تغير في منحاها ومساراتها ، وهي التي عودتنا بأن " الصمت حكمة احيانا " وأن " التلميح ابلغ من التصريح " ، فضلا عما عهدناه منها في حسن التدبير وحكمة القرار ، حتى أنها اصبحت من المكانة مما يقصدها من يريد ان يقرأ الوضع على حقيقته ، فمنهم الأممي والدولي والإقليمي ، فضلا عن المحلي.
حين أشارت إلى البرلمان ،وعلى اثرها استقال الدكتور عادل عبد المهدي.
وهي في معرض توجيه الحديث الى السلطات الثلاث والجهات المسؤولة ـــ بأن " يتخذوا خطوات جادة في مسيرة الاصلاح الحقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وملاحقة كبار الفاسدين والمفسدين " .
لكن المماطلة والتسويف، جعل من المرجعية العليا ،تتذمر من السلطات الثلاثة ، لكونها لم تسمع التوجيهات ،ولم يبادرون بحلحلة الوضع الراهن، كما وضحت على ضرورة أن تكون المظاهرات سلمية ،وبعيدة على العنف والتخريب لكن الاغلب لم يسمع كما فعل السياسيين ،علما كلاهما يدعون اتباعهم للمرجعية ،وهذا ما جعل المرجعية اليوم تعرض عن خطبتها .
وتجعل باب التكهنات الايام القادمة مفتوح على مصرعيه.
وتستمر الحيرة بعد تلويح بالاستقالة ،من قبل رئيس الجمهورية "برهم صالح " الذي ألغى الكرة وبذكاء في ملعب "فتح والبناء"، وكخطوة جعل من رأي العام يتجه التايده .
ان التلويح بالاستقالة امضى من الاستقالة نفسها ، هنا كشفت العبة ،من خلال البرلمان سيصبح رئيس البرلمان نفسه رئيس الجمهورية ،وذلك حسب المادة (٧٥ الفقرة رابعا ) التي تنص "في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية يحل رئيس مجلس النواب محل رئيس الجمهورية في حالة عدم وجود نائب له على ان يتم انتخاب رئيس جديد خلال مدة لا تتجاوز ثلاثين يوما من تاريخ الخلو، وفقا لأحكام هذا الدستور، وهنا يفتح باب اخر حول زيارة رئيس البرلمان إلى امريكا سرا، فهل يوجد. من يجمع الخيوط ويفهم حجم المؤامرة .
لكن هنا تأتي الصفعة ،كان ينتظر الخطبة المرجعية وبعدها يكشف الوراقة ، لكن كانت المرجعية كالمعتاد صمام أمان .
فعلا الشعب العراقي أن ينتبه جيدا لما يحدث من حولة لكي لا نعود إلى زمن الدكتاتورية المطلقة، والحكم الواحد ،
فلا تجعوا تضحياتنا تذهب هبائنا منثورا، فألنكن اكثر حكمة وعقل لما يدار ، ونتجهز لبناء عملية سياسية شاملة، من خلال صناديق الاقتراع ، واختيار الأفضل بعيدا عن المزايدات والحسابات الشخصية، ان الايام القادمة ملك أيديكم وانتم احرار...
https://telegram.me/buratha