المقالات

ملاحظات موجزة على الرد الصاروخي الإيراني على العمل الإرهابي الأمريكي

1782 2020-01-08

علي عبد سلمان

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) .

كما كان متوقعاً أن يأتي القصاص العادل على الإعتداء الآثم الجبان والعمل الإرهابي الواقع عل كلاً من العراق وإيران في ليلة دفن الشهيدين القائدين ..

وقد كان متوقعاً للمتابع لمجريات الأحداث في اليومين الأخيرين أن الرد سيكون بالقصف الصاروخي على بعض القواعد الاميركية ..

ولكن لماذا استُهدفت قواعدهم في العراق ولا سيما في عين الأسد وأربيل  ، وليس في مكانٍ آخرٍ ، كأسرائيل وغيرها ؟

١- تشير بعض المعلومات إلى أن الطائرة المُسيرة الامريكية التي قامت بالعمل الغادر قد انطلقت من القواعد الامريكية في العراق .. ويبدو أن كلاً من العراق وإيران تحفظا على هذه المعلومة طيلة تلك الأيام لأسبابٍ أمنيةٍ .

٢- إنّ القصاص العادل لا يتحقق إلا بضرب المكان المباشر الذي انطلق العدوان منه ، وليس بضرب او قصف مكانٍ آخر .. فلو كانت الطائرة المُسيرة انطلقت من إسرائيل لتم استهدافها ، ولو كانت قد انطلقت من الرياض لتم استهداف الرياض ، وهكذا بلا ترددٍ .

٣- لقد أعلنت ايران على لسان مسؤوليها ، ولا سيما وزير خارجيتها ظريف أنها دولةٌ تحترم القانون ، وكل مَن سمع هذا التصريح يوم أمس منه ، ويعرف أصول القانون الدولي ، فسيعلم أن ايران تقصد أنها ستستهدف القاعدة التي انطلقت منها الطائرة المُسيرة ، وأن أي قصف صاروخي من ايران على أي قاعدةٍ أمريكيةٍ في دولةٍ أخرى سيكون عدواناً على تلك الدولة يجعل موقف ايران الدولي  صعباً للغاية .

هل ردُّ اليوم في مصلحة العراق أو سيحوله الى ساحةٍ للصراع كما يعتقد البعض ؟

١- ربما يكون جرحُ العراق من العدوان الأمريكي الغادر أكثر من جرح ايران ، لأسبابٍ كثيرة معروفةٍ للجميع ؛ لذا عندي ظنٌ راجح أن رد اليوم ربما - وهذا مجرد تحليل - كان بالتنسيق -غير المباشر- بين الجانبين العراقي والإيراني .. فوجود قواعد الشر في العراق سيجعل العراق تحت الضغط والتهديد المستمر ، وبإمكان هذه القواعد في أية لحظة أن تُسبب الدمار للعراق ، أو أن تدعم انقلاباً عسكرياً لعملائها فيه ، ولا سيما مع وجود رئيسها المجنون ترامب ..

٢- الذين يعتقدون أن هذا الرد قد حَوّلَ العراق الى ساحةٍ للصراع هم مخطأون ، لان امريكا بعدوانها الغادر الجبان قد جرّت العراق للمواجهة ، وأن أية دولة لها كرامة ستكون ملزمةً بالرد على العدوان ( فمَن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثلِ ما اعتدى عليكم ) .. فلو كانت امريكا تحترم العراق وسيادته لنفذّت عدوانها في مكانٍ آخر غير العراق ، ولما اغتالت أبرز شخصية عراقية في تحقيق النصر على داعش !!! فقد سمعتم أن امريكا قلبت الدنيا بسبب استهداف - متعاقد أمريكي - في كركوك بحسب ادعائها ، فكيف يمكن للعراق أن يغض النظر عن عدوانها الكبير !!

٣- ما زال ترامب يهدد العراق كما تسمعون ، ومع استهداف قواعده فيه سيكون مضطراً لإعادة حساباته ، ما دامت هذه القواعد لن تكون بمأمنٍ لا من العراق ولا أيران !!

٤- أما عن استهداف القواعد في اربيل ، فهي بظني أهم من كل ما قيل آنفاً .. لان الجميع يعلم أن بعض أراضي كردستان اصبحت للأسف الشديد مرتعاً لليهود والأمريكان والبعثيين والمطلوبين للقضاء ، كما أن اربيل لم تحترم قرار البرلمان العراقي وكأنها في دولةٍ أخرى ، ولا تهتم لسيادة العراق وكرامته التي انتُهكت .

زد على ذلك أمراً مهماً ، وهو تبجُّح الأمريكان بوجودهم الآمن في كردستان حتى لو تركوا العراق  .. وها هو اصبح واضحاً للجميع ..إن وجودكم في كردستان لن يكون آمناً ، بل هو في مرمى النار ..

بماذا سترد امريكا ؟

١- عسكرياً ، لن تستطيع الرد مطلقاً ، لانه يعني انتهاء وجودها في المنطقة كلها .

٢- ستُكذِّب - كعادتها - الروايات الإيرانية ، وستقول إن الصواريخ سقطت في أماكن خالية ، وإنه لم يُصب أي أمريكي بضرر ووو .. وغير ذلك من الاكاذيب الامريكية التي اعتاد العالم عليها ..

ليس بوسع ترامب سوى الإدعاء بأن القصف الصاروخي لم يُسبب أي ضررٍ لها ، لانه مختنقٌ تماماً الآن ، وسيكون إقراره بأثر القصف البالغ على قتل العديد من الجنود الأمريكان وتدمير بعض القواعد سيكون ضربةً قاضيةً له تُطيح برأسه داخلياً ؛ لذا لا تتوقعوا من امريكا الان سوى أنها ستُكذب الواقع ، وتحاول نفي أي أثرٍ للقصف ، مادياً ومعنوياً !!

ـــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك