المقالات

صفعة القرن أطاحت بالقوة العظمى من عرشها


خضير العواد

 

ضربت الانتقام الإيرانية كانت بحق انتقاما وتدميراً لغطرسة القوة الكبرى التي لم يكن يفكر أحد في مناقشة أوامرها ، هذه الصفعة التي هدمت كبرياء اعتى قوة في العصر الحديث ودفعتها من عرش السيطرة والعنجهية ، دلالات هذه الضربة متشعبة لا يمكن حصرها بمقال أو مجموعة من المقالات بل تحتاج الى كتب حتى تعطي الموضوع حقه ، ولكن باختصار شديد أن حاجز تسلط القوة الكبرى التي لا تهزم ولا يمكن التفوق عليها قد تدمر بل أظهرت هذه الضربة المستوى الحقيقي لهذه القوة ؟؟؟، هذه الصفعة رسمت خطوط حمراء جديدة لقوى المنطقة وإعادة توزيع موازين القوى فأصبح محور المقاومة في طليعة هذه القوى ، وأصبحت الدول التي تحتضن القواعد الأمريكية على أراضيها في قلق شديد وحيرة من أمرها لأنها المعنية بأي ضربة تنفذها القوات الأمريكية انطلاقا من هذه القواعد ، اي أصبحت هذه القواعد مصدر خوف وقلق للدول التي تحتضنها بعد أن كانت مصدر قوة وتبختر وتفاخر ، فأي صفعة هذه التي جعلت تواجد قوات القوة الكبرى في اي بلد من بلدان الشرق الأوسط مصدر للخوف والقلق من تصرفات هذه القوات على أراضيها بعد أن كانت تلعب وتمرح وتقتل وتدمر ولا يمكن لأحد أن يتساءل أو يمنع أو يرفض فقط لأنها قوات الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟؟؟ ، ولكن بتصريح واحد بعدة سطور من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني يهدد فيه أي دولة انطلقت منها الطائرة المسيرة التي قامت بجريمة اغتيال القادة قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ، نلاحظ جميع الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية وقطر والإمارات والكويت قد تسارعت لتقديم النفي الكامل تخوفاً من الانتقام الإيراني ، بل تسارع الكيان الصهيوني على لسان نتنياهو التنصل من المشاركة في هذه العملية الإجرامية تخوفاً من الانتقام الإيراني وهذا يدلل على أن القوة العظمى (سابقاً قبل الصفعة) لا تستطيع ان تدافع عن هذه الدول بل هي قلقة ومتخوفة من الرد الإيراني ( فاقد الشيء لا يعطيه) ، هذه الصفعة أظهرت القوة العملية الحقيقية لإيران بعد أن كانت نظرية يظهرها خبر هنا وخبر هناك ، ولكن اليوم بعد هذه الضربة أصبحت إمكانيات إيران القتالية حقيقة واقعة أذهلت الجميع وأربكتهم وجعلتهم يعيدون حساباتهم من أجل تحالفات جديدة سوف يكون الخاسر الأكبر فيها القوة الكبرى (سابقاً قبل الصفعة) الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد أنهت هذه الصفعة جميع المخططات الأمريكية التي كادت أن تسيطر على الحكم في العراق ، وجعلت القوى الوطنية التي قادت المعركة ضد داعش من الوقوف ثانياً وأخذ دور المبادرة والسيطرة على الشارع العراقي ، هذه الصفعة جعلت تواجد القوات الأمريكية على الأراضي العراقية شيء من المستحيل لذا صرحت بعض دول التحالف من الانسحاب من الأراضي العراقية أمثال ألمانيا والدنمارك وأوكرانيا ورومانيا وغيرها ، وأما أمريكا فإنها تريد الخروج ولكن بطريقة تحفظ كرامتها التي أصبحت تتمرغل بوحل الهزيمة والخوف والجبن ، لقد كانت ضربة قاضية أطاحت بالقوة العظمى وجعلتها تترنح في فضاء الهزيمة والأعذار وأظهرت قوى جديدة تسيطر على اسيا والشرق والأوسط أمثال الصين وروسيا وإيران ، وستجعل هذه الصفعة النهاية لكثير من الأحداث في الشرق الاوسط في مقدمتها صفقة القرن واعتداء السعودية على اليمن بالإضافة الى المظاهرات في العراق ولبنان ، فكانت بحق صفعة القرن التي أطاحت بالقوة العظمى من عرشها وأعادت رسم خريطة الشرق الأوسط بل العالم من جديد .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك