المقالات

ضربتان تغيران وجه العالم!


عبد الكاظم حسن الجابري

 

اقدمت امريكا على اغتيال القائد الايراني قاسم سليماني, والقائد العراقي ابو مهدي المهندس, وبعض منسبي الحشد الشعبي في العاصمة بغداد قرب مطارها.

ردت ايران على هذه الضربة بضرب قاعدة عين الأسد في الانبار وحرير في اربيل.

هاتان الضربتان ليستا عاديتين, وسيكون لهما وقع كبير في المستقبل القريب, ليرسم صورة المستقبل البعيد.

امريكا حينما اقدمت على ضربتها كانت غبية جدا, فهي ظنت ان ايران لن ترد, وان ردت فان ردها سيكون عشوائي, وسيعطي ذريعة دولية لإدانتها.

كما ان امريكا بضربتها لهذين القائدين وحدت -ودون ان تحسب حساب- كل فصائل المقاومة, وكل الشيعة, فأمريكا لا تدري ان الشيعة قد يتخاصمون, لكن حينما تتعرض عقيدتهم لاعتداء فهم يتوحدون وهم –الشيعة- يرون ان الحشد الشعبي اصبح جزء من العقيدة الشيعية.

امريكا تجرأت باعتداء مباشر على ايران, وهذا التجرؤ فتح الباب على مصراعيه لإيران لتثبت ما وعدت به, ولتكشف عن قوتها الحقيقية التي تتوعد بها دوما.

وقع الضربة على ايران وردة فعلها كانت مختلفة عما توقعته امريكا, فايران تأنت بالرد وصرحت بان ردها سيكون في الوقت والمكان الذي ترتئيه, وفي حين توقع جميع المحللين ان ايران سترد عن طريق اذرعها الصديقة في المنطقة, الا ان ايران قالت ان الثأر سيكون ايرانيا خالصا.

لم يطول الرد الايراني, فما هي الا ايام قلائل واذا بالصواريخ الإيرانية تتساقط على قاعدة عين الأسد, بنفس توقيت عملية اغتيال سليماني وهي رسالة خفية ان الرد سيكون الصاع بصاعين.

اهمية الضربة الايرانية تكمن في جوانب عديدة, اولها ان هذه الهجوم هو الأول منذ اكثر من سبعين سنة تقوم به دولة بضرب قاعدة امريكية, فكل التعرضات التي واجهتها القواعد الأمريكية في فيتنام وأفغانستان وباكستان والعراق كانت عن طريق قوى غير نظامية وليست تمثل دولة رسمية.

الحقيقة ان الضربة كانت صدمة للولايات المتحدة, كونها لم تتوقعها, وكذلك اثبتت القدرة الصاروخية الايرانية فاعليتها وقدرتها على اصابة الاهداف بدقة, كما ان الضربة بجانب اخر كشفت عن خلل في منظومة الدفاع الجوي الأمريكي وخلل في راداراتها وكذلك امكانية اختراقها, تُرْجِمَتْ هذه الصدمة بتصريحات امريكية متخبطة ادلى بها المسؤولين الامريكيون.

ما نحن متأكدون منه ان السكوت الامريكي عن وان طال فانه سيحدث, وان الرد الايراني على اي حادثة سيكون حاضرا وبقوة, كما ان وجه العالم حتما سيتغير بعد هذه الضربة فصورة امريكا المرعبة قد اهتزت وستفتح الابواب امام دولا اخرى للجرأة عليها.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك