المقالات

خطة فرض التعليم


د. حسين القاصد

 

 

شاع مؤخرا وانتشر اسم لمجموعة من المندسين في التظاهرات يسمون أنفسهم ( جماعة مكافحة الدوام) ويركزون في عملهم على منع استئناف العام الدراسي الجديد ؛ عجبا  ، هل صار الدوام واستئناف الدراسة آفة يجب مكافحتها؟ الغريب في الأمر أن بعض الأساتذة الجامعيين يدعون إلى عدم استئناف العام الدراسي ، والأغرب من هذا أن بعض المدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية ، لا تستأنف الدوام بينما لم ينقطع كوادرها عن التدريس الخصوصي !! فهم يتظاهرون ويرفضون عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة لكنهم لاينقطعون عن التدريس الخصوصي .

انتهى نصف العام الدراسي بالتمام والكمال ومازالت الجهات الحكومية تتفرج على حملة التجهيل المنظمة ، فحين ندعو لعودة الطلبة لمقاعد الدراسة نفاجأ بردود عاصفة من جماعة مكافحة  العلم وشعارهم ( ماكو وطن ماكو دوام) !! ؛ وبقيت الجهات الحكومية في مرحلة المحاولات ، وحين حددت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي موعدا لاستئناف العام الدراسي ، تعرضت بعض الجامعات إلى الاعتداء والحرق ولم ينج الاساتذة من الاعتداءات ؛ هذا فضلا عن تجمهر بعض جماعة مكافحة التعليم في باب أغلب جامعات الوسط والجنوب وباب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .

كل هذا يحدث على مرأى ومسمع الجهات المعنية ومنها الجهات الأمنية التي اشترطت أماكن خاصة للتظاهر ومن يتظاهر في غيرها يعامل معاملة الإرهاب لكي يتم الفرز بين المندسين المخربين وبين التظاهرات المطلبية ؛ وسار الأمر وفق هذا الحال ، وتمت حماية البنوك وبعض المؤسسات الحكومية .

الآن ، وبعد تصعيد المندسين من قادة حملة التجهيل ، وأغلبهم ممن فشل دراسيا ، ويريد القفز على حقوق الناس لأجل مآربه الضيقة أو مآرب مموليه ، صار لزاما على وزارة التعليم أن تلزم كوادرها بجدول يلتزم به جميع الأساتذة  ويتواجدون  في القاعات حتى وإن كانت فارغة ، وتسجيل أسماء الغياب وفصل جميع المستمرين بالانقطاع واعتبارهم راسبين بالغياب لهذا العام مع التشديد على الأساتذة لتجنب الخوض في حديث التظاهرات داخل الحرم الجامعي ؛ وهذا الأمر لا تستطيع وزارة التعليم وحدها القيام به ، كذلك لا تستطيع وزارة التربية وحدها ؛ فعلى الجهات الأمنية توفير كل سبل الحماية لكوادر التربية والتعليم ، لكي يتم الرد على شعار جماعة مكافحة التعليم ، بشعار وطني حريص ، هو : ماكو علم ماكو وطن وماكو شعب ، فالأمم ترتقي بعلمائها لا بالذين يقطعون الطريق إلى العلم ويحرقون الجامعات ، كما حدث في جامعة واسط مؤخرا . 

اعذار واهية وأسباب بعضها مضحكة يرفعها جماعة مكافحة التعليم ، فحين تطالبهم باستئناف الدراسة يكون ردهم ، نريد مدارس جديدة وبنايات حديثة وخدمات ، وهي احتياجات مقنعة جدا ، لكن الانقطاع عن الدوام لا يسهم بتوفيرها ، كما أن توفير بعض هذه الاحتياجات يستلزم وقتا ليس بالقصير ولنقل سنة على أقل تقدير ، اذا استقر وضع البلاد ، فهل نؤجل الحياة العلمية في الوسط والجنوب لسنوات بينما تستمر الدراسة في بقية محافظات العراق .

لا نريد سنة دراسية عرجاء ، لذلك على الحكومة الاسراع بتوفير كل سبل عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة ، مادام في الوقت متسع .

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ali alsadoon
2020-01-14
احسنت .المال السحت والجهل والعمالة للخارج لاسقاط الدولة كل هذه العوامل هي التي تنتج هؤلاء المنفلتين الذين لايهمهم عظم المصيبة التي يقومون بتنفيذها . . وبالتالي على الجكومة والبرلمان والشعب الواعي ان يضعو حدا لما يجري . فرض القانون بالقوة هو الحل المناسب للقبض على هذه المجاميع المنفلتة ومحاسبتها. شكرا لك دكتور حسين المحترم .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك