الشيخ ضياء البصري
لم يكن الاجتماع الذي ضم السيد مقتدى الصدر مع باقي قادة فصائل المقاومة مجرد تسويق اعلامي او بادرة حسن نوايا فان النوايا لم تكن في يوم من الايام سيئة بين الاخوة غاية الامر ان الاساليب السياسية والجهادية قد تختلف من مرحلة الى اخرى اذن هو ليس مجرد هذه الرسائل بل هو موقف استراتيجي عميق يؤسس لمرحلة جديدة.
المرحلة القادمة ستشهد توحدا كاملا لتحقيق الهدف الاستراتيجي الكبير في اخراج القوات الامريكية بشتى الوسائل والامكانات وهذا بحد ذاته سيغير من وجه المنطقة ويعيد خارطة التوازنات الى افق الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به العراق ويلعب العراقيون دورهم الريادي في مسار الحضارات الحية التي ترفض الانصياع للأفول والضياع والتشتت , نحن اليوم امام صراع حضاري كبير بين حضارتين متباينتين من حيث الاصول والعمق التاريخي بين عراق يمثل مدارا موجها لكل القيم الحضارية تاريخية كانت ام دينية ام علمية وبين امريكا التي تمثل الوجه القبيح للقيم المتسافلة ذات المنبت النكد الذي لابد ان يجتث من فوق الارض.
ان هذا الاجتماع بحد ذاته يبين مدى الشعور بالمسؤولية العميقة تجاه مصلحة الاسلام وقضايا البلد المصيرية وهو يعبر عن تباشير النصر المحتوم لان الامة اذا توحدت واخلصت في تحمل اعباء قضاياها فانها ستكون جديرة بحق في تحقيق النصر والنجاح خصوصا اذا كان هذا التوحد منسجما مع تطلعات ابناء الامة وشعوبها..امريكا ستهزم لانها تقف في الطرف المقابل للحق (ومن صارع الحق صرعه) كما يعبر امير المؤمنين عليه السلام فهي تقتفي سبيل البغي والعدوان وتصادر استحقاقات الشعوب وتتعدى على حضاراتها وقيمها .
ونحن اليوم لاسبيل امامنا الا المقاومة لان عدونا لايفهم اي لغة اخرى فهو يراهن على تشتتنا وتفرق كلمتنا من اجل تحقيق مآربه فلابد ان نفشل هذا الرهان ونرسم خارطة المواجهة بشروطنا ونتخذ خطواتها المرحلية بكل حنكة وحكمة هاهي الخطوة الاولى قد حققت ثمارها حيث اربك هذا التوحد في المواقف حسابات العدو وادخله في دائرة التخبط وفوت عليه الكثير من الفرص ..اننا امام مرحلة جديدة من المواجهة ستقلب كل المعادلات ..وان غدا لناظره قريب.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)