د. حسين القاصد
مفرحٌ جدا ، أن تلقى من يتابعك ويجد في ما تكتبه ما يمثله ، ويمثل مستقبله ، وهذا الأمر يعيد للكلمة تأثيرها ؛ لذلك سأستهل مقالي لهذا اليوم بهذا الخبر كي أدحض شعار المغرضين بأن الإضراب عن الدراسة وفاء لشهداء التظاهرات ، حيث أثبت ذوو الشهداء أن الدراسة والنجاح هما أعلى درجات الوفاء لدماء الشهداء ، تغمدهم الله بواسع رحمته ، والخبر يقول : عائلة شهيد التظاهرات أستاذ اللغة الإنكليزية أمجد الدهامات .تشارك تلاميذ ميسان عودتهم إلى مقاعد الدراسة ...انتهى الخبر وهو من صفحة التواصل الاجتماعي للصديق عقيل الازرقي ؛ والآن ، بعد بشائر استئناف الدوام في الجامعات ، لا سيما جامعة بغداد ، والجامعة المستنصرية التي شهدت إقبالا على الدوام ، لنا أن نشكر التسهيلات التي قامت بها الجامعات ، ولنا أن نشكر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، شكرا مشروطا بالافادة مما افرزته التظاهرات من أمور جعلت الاستاذ الجامعي يدخل كالغريب على عميد كليته أو رئيسه المباشر أو حتى موظف اداري بسيط في جامعته ، وهو الأمر الذي أفقده هيبته وقيمته العلمية في عيون طلبته ، لا سيما حين يجد نفسه في منتهى الهوان وهو يستعين بأحد طلبته لإنجاز معاملته بحكم سعة علاقات ذلك الطالب . لنا أن نشكر الوزارة والجامعات لأنها أدركت الخطر المحدق بالبلاد ، مع التشديد على مسؤولية الجامعات في معالجة قضايا الطلبة ومراعاة ظروفهم ، كي لا نعود للأزمة ، والا كيف نطلب عودة طالب إلى مقعده الدراسي ، ثم يواجه الاسباب نفسها التي جعلته ينفر من الجامعة إلى ساحات التظاهر أو الاكتفاء بالجلوس في البيت والإفادة من عملية التعطيل الاجباري.
الاستاذ الجامعي قيمة عليا ، والطالب الجامعي ثروة كبرى ، وهو القيمة العليا المنتظرة ، لذلك نحتاج إلى دورات توعوية لكل موظفي التربية والتعليم توجب لغة الحوار الجامعي بعيدا عن الألقاب الاجتماعية من مثل ( حجي) و (عمي) فالمكانة العلمية والقيمة العليا اذا فقدت ميزتها في مقر هيبتها فأين تجدها ؟
بعد مقالنا في هذه الصفحة من جريدة الصباح الغراء في الثلاثاء الماضي ، وصلتنا أخبار مفرحة عن عودة الطلبة لمقاعد الدراسة ، وهذه ثمار ثمينة ، على الجامعات أن تستقبلها ولا تسهم مرة أخرى بدفعها إلى ساحات الرفض حين لا يجد الجامعي متنفسا غير التظاهر وقد يكون سببه خطأ ادارياً او تلكؤا أسهم بتأزم الوضع .
ما على طلبة الوسط والجنوب انهم سارعوا بالاستجابة للعودة للدوراسة ، أما الجهات الحاضنة فعليها مراجعة نفسها وخططها كي لا تعود طاردة للشاب الذي عاد لمقعده الدراسي وعاد أساتذته لأجله .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)