المقالات

للثقافة تحديات جديدة

1755 2020-01-17

د. حسين القاصد

 

 

 ونحن في بداية عام ثقافي جديد ، لنا أن نتساءل  عن منظمات المجتمع المدني التي انتشرت في العراق ، لكنها اختفت منذ اندلاع التظاهرات في الأول من تشرين الاول الماضي  ؛ فأين هي وأين فعالياتها ودورها في صنع السلم المجتمعي ؟ وكم هو عددها السابق ؟ وكم سيكون بعد انتهاء اجازتها او عطلتها الاختيارية ؛ فمن دون أدنى شك أننا سنعود لنقرأ لافتات عن نشاطات ثقافية ومجتمعية غابت عن المشهد التوعوي في أيام التظاهرات .

لقد توقفت أغلب النشاطات الثقافية ، لاسيما تلك التي ترعاها وزارة الثقافة والسياحة والآثار ، فلقد تم تأجيل مهرجان الجواهري ومهرجان الكميت وغيرهما بسبب الأحداث التي رافقت التظاهرات  ، واكتفى الفنانون والأدباء بالمشاركات الخارجية ، لكنهم حين يعودون للعراق لا يستأنفون مشوارهم الابداعي في نقاباتهم ؛ فلقد علق اتحاد الأدباء جلساته في بنايته واكتفى بجلسات تقام في خيمة الاتحاد المقامة في ساحة التحرير ؛ وإذا استثنينا التحدي الثقافي الكبير الذي يقوم به أدباء البصرة بمواصلة نشاطاتهم الثقافية ، نرى أغلب المثقفين تركوا مقراتهم لينصهروا في الرأي الجمعي وينسحبوا من صناعة القرار في منصاتهم الثقافية .

بكل ما لساحة التحرير من رمزية كبيرة ، نرى أن بناية اتحاد الأدباء والكتاب في العراق هي توأم هذه الساحة في البناء والتأسيس ، فكلاهما شيد في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم ، وكان الجواهري الكبير رئيسا للإتحاد ونقيبا للصحفيين ، وهما أهم مؤسستين في صناعة القرار السياسي والمجتمعي .

إن عملية رفض الفساد ومحاربته يجب أن يقوم بتوجيهها قادة الوعي المجتمعي لكي نجنب التظاهرات السلمية احداث العنف التي رافقتها ؛ فللشاعر أن يهتف من منصته بأعلى اصوات الرفض للفساد والمحاصصة ، وله أن يتغنى بالعراق الواحد ، وتتلاقف صوته الفضائيات ليمكننا ايصال الخطاب الواعي المعترض على كل أشكال الخراب .

ومثل ما على اتحاد الأدباء نرى اننا بحاجة لخطاب مسرحي من المسرح الوطني ، لكي يصل من دون أية شائبة ونتجنب مسميات من مثل ( المندسين) و ( الطرف الثالث) وتعود قوة القيادة للكلمة والرسالة الفنية ، لا للاتهامات الجانبية التي ابتعدت ، في بعض منها ، عن غاية التظاهرات التي أهمها الإصلاح .

نحن بحاجة ماسة لأمسيات الفرقة السمفونية ، فللموسيقى لغة عالمية لاتحتاج إلى ترجمة ، ونحن بحاجة إلى معارض تشكيلية في قاعات تحترم الفن وتبعده عن عملية الرسم الارتجالي .

بامكان الجميع أن يشتركوا بفعاليات ثقافية واعية تتضمن الموسيقى والشعر والرسم ، وتحمل الخطاب الإصلاحي وتؤبن الشهداء .

في عامنا الثقافي الجديد نريد من المثقف العودة إلى صناعة القرار وليس الركض خلف قرارات بعضها انفعالي وغير ناضج ، لكنه صار مهيمنا لأنه صار أعلى من صوت المثقف الذي اختار دورا هامشيا ، يضمن له أرشفة حضوره اليومي في ساحة التحرير .

اذا ارتفع صوت المثقف قائدا وصانعا للقرار لا أظن أن أحداً سيفكر بمنع الطلبة من استئناف العام الدراسي الذي وصل إلى منتصفه ، ومازالت الحلول قيد المحاولات .

ــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك