حافظ آل بشارة
جاءت خطبة صلاة الجمعة اليوم في طهران بامامة ولي امر المسلمين السيد علي الخامنئي ، عقب ١٢ سنة بعد آخر صلاة امها هناك ، في مصلى الامام الخميني الذي يتسع لملايين المصلين ، وقد استعرض سماحته الاحداث الكبيرة وما فيها من تحديات ومسؤوليات لايران وجمهور المقاومة وشعوب المنطقة ، واشار سماحته الى اهم المحاور الجديدة والنشطة التي ستشهدها المواجهة بين محور المقاومة والصهيونية مستقبلا ، مؤكدا ان فيلق القدس وسبب وجوده وتطوره انما يرتبط بنصرة شعوب المنطقة ومساندة قضاياها العادلة ، وان انتصارات المقاومة في المنطقة تتصاعد بدماء الشهداء وتضحياتهم واصرارهم .
واشار سماحته الى اهمية المعاني التعبوية الواضحة في التشييع المليوني للشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ، وهو التشييع الذي لم تشهد ايران ودول المنطقة مثيلا له منذ التشييع المليوني للامام الخميني (قدس) قبل ٣٠ عاما ، فهو تجديد للبيعة لنهج الامام الخميني والمقاومة والثورة الاسلامية .
وفي اشارته الى السلوك الاستكباري للعدو اكد سماحته ان هذا السلوك العدواني مستمر واثبتت التجارب ان اتخاذ نهج القوة مقابل القوة هو الاسلم خاصة وان اميركا لا تفهم سوى هذه اللغة ، وقد اصبحت الدول الاوربية ذيولا لها ، عندما اعلنت فرنسا والمانيا وبريطانيا انحيازها للرؤية الامريكية في قضية الملف النووي الايراني باعادته الى مجلس الأمن بغية فرض عقوبات على ايران كما يريد ترامب . ان نهج اتخاذ القوة سيكون ردا مناسبا على طغيان اميركا وحلفاءها الاوربيين .
كما اكد سماحته على ان الارهاب الذي يجري نشره في المنطقة بدعم امريكي واسرائيلي هو قتال بالنيابة عن الاستكبار للقضاء على استقرار المنطقة وسلب ثرواتها واذلال شعوبها ، لذلك فان مقاتلة الارهاب وملاحقته هو الذي يمثل المواجهة الحقيقية مع الاستكبار ، وان القائد سليماني واؤلئك الجنود المجهولون الذي خاضوا غمار المقاومة الى جانبه انما يتحركون في جبهة واسعة في سوريا والعراق وغرب آسيا .
ووصف قائد الثورة الاسلامية الحرب الاعلامية التي يشنها الاستكبار على شعوب المنطقة بأنها تمثل غطاء للعمليات الارهابية معتمدة الكذب وتزوير الحقائق ، واطلق عليها اسم الامبراطورية الاعلامية الصهيونية والتي كررت وصف الشهيد سليماني بالارهابي مع انه قضى عمره في مقارعة الارهاب ، كما سعت تلك الترسانة الاعلامية الى ايجاد فجوة بين الشعبين الايراني والعراقي واختلاق العداء بينهما .
ولتوضيح هذا المسعى الخطير اكد سماحته ان الوحدة والتآخي بين الشعبين العراقي والايراني يؤدي الى ظهور قوة ستراتيجية تخيف الاستكبار وتهدد مشاريعه في المنطقة ، لذا يسعى الاستكبار الى استهداف هذه العلاقة باساليب في منتهى الخبث والدهاء حتى اطلق عليها سماحته اسم (الوساوس الشيطانية) مؤكدا ان استشهاد القائدين سليماني وابو مهدي ادى الى افشال مشروع ايجاد قطيعة بين الشعبين وادى الى تجديد التواصل والاخوة وردم اي فجوة محتملة بين الشعبين .
كما اثنى سماحته على قرار مجلس النواب العراقي اخراج القوات الامريكية من العراق ردا على جريمة اغتيال القائدين الشهيدين ، وضرب مواقع الحشد الشعبي رغم ان الشعب العراقي كان ومازال يتعرض الى حرب اعلامية هائلة لعزله وابعاده عن نهج المقاومة .
كما اشار سماحته الى الضربة الصاروخية التي استهدف بها حرس الثورة الاسلامية القاعدة الامريكية وعدها من المواقف المشهودة التي تجسد القوة الرادعة التي هي ليست الاخيرة لكنها تمثل تحولا ستراتيجيا في مواجهة الاستكبار في المستقبل في اطار هدف اوسع هو طرد القوات الامريكية من غرب آسيا .
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha