المقالات

الجنوب والتظاهرات والصين

1729 2020-01-18

واثق الجابري

 

تستمر علميات التخريب وتحركات عصابة مكافحة الدوام، رغم رفض المتظاهرين السلميين، وآخر الأحداث حرق جامعة واسط  ومدراس في النجف وكربلاء ومحافظات آخرى، وإغلاق جامعات البصرة وبابل وعدة جسور وطرق رئيسة، وتستمر علميات الحرق والتخريب، رغم تنديد المتظاهرين السلميين وبقية شرائح المجتمع.

على أثر هذه الأحداث، طالب أربعة اساتذة في كلية طب ذي قار بالاستقالة ومغادرة البلد، نتيجة الإهانة والتهديد اللذين تعرضوا لهما، فيما تستمر القنوات بعرض هكذا حوادث، وتتحدث عنها بحيادية، دون تشخيص دقيق يدين التخريب ويؤيد السلمية، التي خلفت مئات الحرائق من المؤسسات الحكومية والخاصة، وربما تحتاج لسنوات لإعادتها لوضعها الطبيعي مع عشرات مليارات الدولارات وشركات عالمية.

يحتاج بناء الدولة الى تقوية المؤسسات لا حرقها، وبناء مؤسسات فاعلة وقادرة على البقاء لتحقيق الإكتفاء الذاتي،وينتظر كثير من العراقيين مذكرة التفاهم مع الصين، لإستراتيجية الحاجة، وبناء دولة على مستوى البنى التحتية، والمستوى الإجتماعي للتخلص من كم العاطلين ورفع المستوى الإقتصادي، والمستوى السياسي للتخلص من الهيمنة الأحادية، وتنص على إيداع مبلغ عائدات 100 ألف برميل نفط يومياً، في مصارف صينية لتخصيص مشاريع سكن ومدارس ومستشفيات ومصانع ومشاريع عملاقة وحسب حاجة المحافظات.

شهدت مدن الجنوب إهمالاً من ثمانينات القرن الماضي، عندما توقفت مشاريعها لإنشغالها بالحروب مباشرة أوعن طريق سوق أبنائهم كجنود في كل تلك الحروب، وإنتهاء بالحرب على داعش، وخلفت ملايين من حالات الفقر والحرمان والمظلومية وجيوش العاطلين،  وآلاف العشوائيات وتوقفت فيها حركة الزراعة والصناعة، وإفتقرت الى المدارس النموذجية بل البسيطة في أحيان كثيرة، وكذلك المستشفيات والمستوصفات الصحية، وتتزايد الحاجة كلما ابتعدنا عن مركز المدينة، وتكاد تكون معدومة تماماً!!

لا أدري ماذا ستقدم مناطق الجنوب والوسط من مشاريع، وحسب تعميم مجلس الوزراء، الذي طلب من المحافظات والوزارات، إدراج المشاريع لشمولها بالعقود الصينية، فهل ستسجل مالديها من بنى تحتية متهالكة، وهل الأولوية للسكن أو المستشفيات أو المدارس، وهل سيسجلون المؤسسات التي أُحرقت او التي ستحرق بأيادي المخربين؛ بذريعة المطالب الشعبية والاعتراض على العملية السياسية؟! أو هل يأمن الأستاذ والمعلم ورجل الأمن في عمله، بعدما  كان للمخربين دور رئيس في منع حركة المواطنين، وإضاعة هيبة الدولة، ونسف القيم المجتمعية؟!

مبدئياً لا أحد يعترض على التظاهرات، إلا أن الاختلاف يدور حول الأهداف والتوجهات، ومنذ بدايتها رهن العقلاء نجاحها بسلميتها لتحقق اهدافها، ومنها ما تحقق بالمفوضية الجديدة وقانون الإنتخابات، الذي يضمن المشاركة الواسعة، ولكن ذلك أيضا مرهون بمشاركة النخب وتنظيم نفسها، ودور ساحات التظاهر في ضرورة إختيار قادتها وفرز المندسين، الذين يحاولون  أن يتصدروا المشهد، وربما سيكونون مرشحين وبأهداف ستظهر لاحقاً.

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك