قاسم آل ماضي
يسأل الكثير عن إمكانية تحقق الإصلاح في المجتمع العراقي ويمكن الإجابة بإختصار بأن الإصلاح مفهوم يدخل تحت عنوان أوسع وأشمل وهو التغيير وليس (التغير) لان التغيير لابد أن يكون ضمن خطة عمل مدروسة وفاعل واعي وهو بعكس (التغير) الذي يحصل دون تخطيط او قصد . وقد يكون التغيير المقصود نحو الأفضل وهو إصلاح او تطوير او تنمية وقد يكون التغيير نحو الاسوء وهو تدمير وتخلف وتراجع. وحتى يحصل التغيير لابد من فهم العوامل والأدوات المؤثرة والتي تؤثر وتتحكم في تعامل الناس فيما بينهم او في تعامل الانسان مع باقي الموجودات وهو مايسمى علميا الثقافة. وتعرف الثقافة بأنها ذلك الكل المركب الذي يشمل الاعتقادات والأفكار والقيم والعادات والتقاليد وقواعد السلوك والقانون والدين. كل تلك العوامل مؤثرة في سلوك وتعامل الناس مع الأشياء سواء بطريقة سلبية او إيجابية وهذا يعتمد على نوع الثقافة التي يحملها الانسان والتي توجهه بهذا الإتجاه او ذاك. وحتى يمكن أن نغير ثقافة مجتمع ما لابد أن نعمل على أكثر من مستوى مع التركيز على بناء ثقافة جديدة للاطفال والمراحل الدراسية الأولى مع وضع برامج أخرى لباقي فئات المجتمع من خلال الخطباء في المساجد والأساتذة في الجامعات بعد إعادة تأهيل الاساتذة والاستفادة من جميع وسائل الاعلام وايجاد اقسام مختصة في الوزارات والمؤسسات تأخذ على عاتقها طرح ثقافة جديدة يمكن من خلالها إعادة بناء الإنسان والذي يمكن بعد ذلك ان يقوم بدوره في تطوير البلد وإيجاد حالة من الارتقاء في المواضيع المادية والمعنوية ولايحصل ذلك في اقل من عشرين سنة ضمن برنامج اختصاصي وإشراف علمي وقرار نافذ لتمرير ذلك على جميع مفاصل الحياة في البلد ويمكن ايجاد مؤسسة او هيئة يطلق عليها هيئة إعادة صياغة مفاهيم الإنسان وتعمل بخطط سرية خوفا من مواجهة خططها وبرامجها الإصلاحية من قبل اعداء البلد من الداخل او الخارج.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha