كندي الزهيري
منذ تغير النظام الحكم عام ٢٠٠٣م من نظام شمولي دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي برلماني، في هذه الفترة اعترضت الحياة السياسية خلال هذه الفترة جملة من المعوقات التي حدثت بسبب الإجراءات والممارسات الحكومية الخاطئ ،والضعف الذي شكل نظرة سلبية على النظام السياسي الجديد.
ان ضعف الحكومة العراقية الديمقراطية يعود إلى عدة اسباب منها
١-تعدد الأحزاب وارتباطه اقلبها بدول اخرى.
٢-النظام البرلماني المبني على المجاملات بعيدا عن القانون والدستور
٣-الضعف في محاسبة داعمين الارهاب والفوضى خوفا على العملية السياسية .
٤-عدم كفاءة قادة البلاد ،وضعفهم في اتخاذ القرارات الصارمة والقطعية .
ان ارتباط الاحزاب في الدول الخارجية رهن قرار العراق بمصالح تلك الدول عبر ممثليهم في بعض الأحزاب في داخل البلاد .
ان طبيعة النظام السياسي الذي تأسس ليكون نسخة مغايرة النظام السابق، أي تحول من نظام شمولي دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي برلماني متعدد الاحزاب والتوجهات، الا ان هذا التحول الديمقراطي قد شابة العديد من العراقيل والمعوقات فولدت نظام سياسي مشوه وضعيف في لداخل فضل عن الخارج، وذلك بسبب عدم مجيئها عبر مسارات تغير داخلي، بل اتت بتغير فوقي لامس الإجراءات والقرارات، فتحول إلى شكل سلبي منعكس على الشارع ، كان ابرزها منح الحرية المطلقة للزعماء ولأحزاب السياسية فجعلها فوق القانون ومنح حصانة لقادتها ،إلى أن وصل عدد الأحزاب السياسية في العراق إلى اكثر من ٣٣٠ كيانا سياسيا .
ان معظم القادة تلك الأحزاب السياسية لم يتكيفوا مع التغير السياسي الذي شهدته البلاد، مفضلين التعامل مع النظام الديمقراطي المستورد من امريكا الذي لا ينسجم مع معطيات الواقع ،مما أدى الى قصور في صياغة السياسات العامة مخرجاتها حيث أصبح التعامل بعقلية الصبيان .
كل هذا أدى إلى ضعف الحكومة وبناء جيوش خارج نطاق النظام ومؤسساته الرسمية، فأصبحت مصالحهم اهم من مصالح البلاد وشعبة مما ادى الى انفلات في الشارع العراقي ،فكانت النتيجة ضهور زعامات تحرك الشارع حسب المصالح وعقلية تلك الزعامة الصبيانية التي منحت حصانة فوق القانون وحصانة اخرى بسبب جهل الشارع .
ان ما شاهدناه في الساحات التظاهر وكيف كان تجري الأمور التحريض والقتل والتهديد ،التي كانت محمية من قبل حزب سياسي يمتلك العصى القوى من الدولة واجهزتها الامنية، الكل كان يتسأل لماذا الحكومة لا تستطيع فض اعتصام بعد أن كثرت الجرائم والتخريب والترهيب الناس، وحرق المؤسسات الحكومية !.
فكان الجواب امس حينما ابتعد ذلك الفصيل من الساحة تحركه القوات لفك الاعتصام بعد أن خلت الساحة الا القليل منهم الذين كانوا خارج هذا النطاق.
في حين كشفت لنا وجوه اخرى ليست أمريكي او بعثي فحسب، بل كشفت حجم الأزمة الأخلاقية التي يعيشها النظام السياسي الضعيف الغير قادر على إثبات نفسه في الساحة السياسية ،وتخوفه من الأحزاب اكثر من الشعب ،وهذه فضيحة بحد ذاتها للحكومة وأجهزتها الأمنية ،
ان تلك الأحزاب التي استخدمت ساحات التظاهر فرصة لتصفية الحسابات ،وورقة ضغط على الحكومة من اجل المناصب القيادية في داخل جسد الدولة التي دمرتها تلك العقلية التي تضحي بكل شيء من اجل مصالحها .
بعد أن ضعفت التظاهرات اذا نتفاجأ بتوافد مجاميع اخرى لكيان سياسي وحزبي اخر ،الذي دعا وبشكل سري إلى اتباعه بالنزول وملى الفراغ الذي خلفة بانسحاب اتباع الحزب الاخر .
في الوقت ذات تم التوجيه من قبل الجوكر الأمريكي على ضرورة رفع صور المرجعية العليا في ساحات التظاهر التي كانت تعتبر توجيهات المرجعية غير ملزمة لها اي أعادت رفع المصاحف على الرؤوس من جديد بحجة "نازل اخذ حقي "الأمريكي ومن يمثلة ،
ومن هنا يتضح لنا بأن هذه مظاهرات حزبية وأمريكية اي كل له اتباع فيها "مشكل" وليست شعبية حقيقية ،وأن ضعف الحكومة في مواجهة تلك الأحزاب التي اصبحت قوي بسبب سرقة الدولة والاستحواذ على المال العام ستجعل عمر هذه الحكومة واي حكومة اخرى قصير جدا ومفككه ،
ان الدولة التي لا يحكمها قانون والعمل السياسي الذي لا ينصاع إلى توجيهات الدستور دولة ميتة وفاقدة لقرارها، وهذه يعطي صورة بات كل القتل والهجوم على مقرات الحشد وقادته كان فعل مشترك ومبرمج "ومنسق" .
وهذا الأمر الذي جعل من المرجعية والعراق يصرخ ألا من ناصر !!.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha