المقالات

أمريكا والأدوار


رحيم الخالدي

 

ربما يتساءل البعض عن كيفية لعب أمريكا كل الأدوار معاً،  وهو يراها كالحمل الوديع، بينما يراها الباحثون عن الحقيقة عكس ذلك، فالاول يستقي المعلومة من التصريحات، ولا يعلم فحواها, أو ماذا تحمل بين السطور من رسائل مشفرة؟ أو كيفية لعبها كل الأدوار، بينما يترك التصريحات الحقيقية..                                                                                      

 اليوم أمريكا بسياستها القذرة حاملة ثوب عثمان، بتصريحاتها الرنانة التي تلقيها بين الحين والآخر للصحفيين، وكأنها هي التي تؤشر الأخطاء وتثبت براءتها من التهم، وعلى المتلقي التصحيح !.

تختلف الامور أيام الإنتخابات والتنافس, فتطفوا على السطح الخفايا السياسية، وكلنا شاهد كيف نقلت الوسائل الإعلامية كيف فضحت هيلاري كلنتون ، أنهم كانوا من مؤسسين أساسيين لداعش، ومن سبقهم أسس القاعدة، وربما في الأيام القادمة سيتم الإعلان عن  من الذي أسس الجوكر في العراق..                                                                    

 لماذا العراق؟ لأنه وحسب تصريح الرئيس الأمريكي ترامب، أنه يريد كل النفط العراقي.. ولا يعترف بالحكومة أو إستقلال العراق، وكأن السياسيين إتفقوا معه كما فعلت المملكة السعودية، بغرض بقائهم بالحكم لقاء دفعهم الإتاوات .

تناقلت الوكالات ووسائل التواصل الاجتماعي، أن السيّد عبد المهدي تم تهديده، من قبل الرئيس الأمريكي بعد عقده إتفاقا مع الصين، تقارب الأربعمئة مليار دولار، على أن لا يكون الدفع ماديا، وإستبدالهِ بصفقات نفط على المدى الطويل، يسانده البنك الصيني بفوائد معقولة..                                                                                                                             

يضاف لما سبق, سعيه لجعل الحشد الشعبي مؤسسة أمنية  كباقي المفاصل الأمنية، بل تعدى ذلك وجعله ممثلاً ضمن حرس الشرف، بعد إقراره من قبل البرلمان، وأكملها بفتح معبر القائم الذي تعتبره أمريكا بوابة إيران في العراق لسوريا، وهذه الأمور الثلاثة أغضبت الساسة الأمريكان كثيراً .

كل هذه الامور التي فعلها السيد رئيس الوزراء المستقيل، و من خلال ما صرح بها أنها جعلته يستقيل، وهو لم يتم عامه الأول، جراء تنفيذ أمريكا تهديدها لقاء عدم إنصياعه فأججت الشارع الذي ينتظر فرصة رفض الأسلوب الحكومي، الذي مل  منه المواطن العراقي  ومن مساره السيء.                                                                                                       

حيث خرجت الى ساحة التظاهر، حسب مواعيد أطلقتها مواقع تُدار من خارج العراق، أنتج التعدي والتخريب وقطع الطرق، إضافة لتعطيل المدارس الحكومية وصل للكليّات .

الجوكر أحد المجاميع التي أججت الشارع، رافقها القتل من الطرف الثالث.. الذي لم يجرأ أحد لذكره سوى عبد المهدى، الذي قالها دون خوف وأتهمهم مباشرةً، متجاوزا الخطوط الحمراء والتهديد، بيد أن السيّد رئيس الوزراء بإتفاقه مع الصين، قد حل كل المعضلات التي يعاني منها المواطن، بقي المفروض أن الإستقالة أو الإقالة من نصيب الوزراء، والمدراء العامين وباقي المراكز السيادية، التي عشعش فيها الفاسدون، والتي أنشأ بنيتها الأساسية الذي تربع على الحكومة لدورتين إنتخابيتين، وبما يسمى الدولة العميقة، بل ومحاسبتهم وإسترداد الأموال المنهوبة .

لم يبق دور لتخريب العملية السياسية في العراق، إلا وكان خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، بداية من إعطاء الضوء الأخضر للمجاميع الإرهابية لدخول الموصل، وتأسيس دولة الخرافة، مع العلم أن العراق لديه إتفاقية أمنية معها، وكان المفترض منها حماية الحدود والأجواء، وكل ماله بصلة لحفظ الأمن، متحججة بأعذار واهية! وأن هذا التنظيم شرس لا يمكن السيطرة عليه، وأعطوا مدة كبيرة لإخراجه، بيد أن الحشد أنهى وجوده بضرف بسيط مع التعطيل المتعمد، لكن المثير في الأمر أن أمريكا تضرب الحشد وباقي القوات المنتصرة، وإيهام القيادة العامة بأنه كان خطأ !.

إستطاعت السفارة تجنيد شباب، بذريعة تأهيلهم ضمن مشروع (أيلب)، لكن الهدف كان أكبر من ذلك، وكان إعدادهم بغرض تهديد العملية السياسية، وبرمجتهم ليتلاءم مع النظرة الأمريكية، التي إستعملت أقذر الأساليب بإستدامة الفوضى، وما حصل في الآونة الاخيرة في التظاهرات خير مثال، حيت تم رصد أشخاص يحملون أسلحة نارية وسط المتظاهرين بغرض القتل، لتضع اللوم على القوات الأمنية لتسقيطهم، وخلق فجوة بين الشعب وقواته الأمنية، مع كامرات الفتنة المتهيئة لرصد تلك الحالات .

تستطيع القوات الأمريكية تحديد الأماكن القوية والرخوة  للقوات العراقية معاً، وبالخصوص الحشد الشعبي وتقصفهم! وتوقع الخسائر في أكثر من مرة، بينما لا يمكنها رؤية المجاميع الإرهابية المنتشرة في الصحراء، بل تمولهم وتنقلهم من مكان الى آخر، وهناك تسجيلات تم رصدها بكيفية حماية هذه المجاميع، ونقلهم بطائرات الشينوك! وتم تزويد القيادة العراقية بهذه التسجيلات والحكومة السابقة لم تحرك ساكناً، ولم تتخذ أي إجراء ضدهم !.

كل الحِيّل لا تنطلي، وإن حصل فالوقت كفيل بفضحهم، وما خرج في جمعة 24-1 خير دليل على أن القوات الأمريكية غير مرغوب بها، لأنها سبب كل الأزمات، والاعتداءات التي وقعت، ناهيك عن السيارات المفخخة التي كانت تضرب العراق في الفترة الماضية، كلها كانت بأوامر منهم، وأي شخص يقف ضد مشروعهم يتم تصفيته، وهناك عشرات الأمثلة لما يمكن أن تقوم به أمريكا .. رعاية لمصالحها فقط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك