عبد الزهرة البياتي
(16) سنة مرت والعراقي يتذمر ويعاني ويعبّر عن امتعاضه وسخطه من أعماق وجدانه من خلال طرق وأساليب شتى، لكن يقابل ذلك حكومات تأتي وتذهب من دون أن تقدم شيئاً يداوي جرحاً برغم وجود ميزانيات سنوية فلكية تهدر تخصيصاتها ويسدل الستار على حساباتها الختامية بأمر من الحرامية الذين سرقوا حتى ما نتدفأ به من اللحاف إلى البطانية!!
والنكتة الكبرى أن كل الحكومات التي تأتي وترحل غير مأسوف عليها كانت (تثرم براسنه بصل) وهي تتحدث عن مشاريع عظيمة وإنجازات ذات قيمة سوف ينهض بها المارد البطل، لكن مرت السنوات واتضح للناس أن ما كانوا يسمعونه مجرد وسواس لا صحة له من الأساس طالما لا ضريبة على الكذب، وطالما أن حبله قصير!!
الشعب الذي يتظاهر بين الحين والآخر، وكان آخرها وربما ليس آخرها ما هو مستمر منذ الأول من تشرين الأول من العام الماضي ولحد الآن لا يريد سوى وطن فيه خدمات وتتحقق في مفاصل دولته حزمة إصلاحات تعيد الحياة إلى كل قطاع من قطاعات الحياة قد ذبل ومات..
الشعب يريد وطناً مهاباً، مستقلاً، حراً، وإرادة وطنية غير مثلومة وسيادة مصانة، الشعب يريد ثروته ممسوكة بأيدٍ أمينة لتوزع على أفراده بالتساوي من دون أن تستفرد بها (العتاوي)، أو يعبث بها (الواوي)، والشعب يريد حياة كريمة وصحة مستديمة وتعليماً وتربية سليمة وإعماراً وسكناً وخدمات متوفرة وليست عديمة!!
وجزى الله خيراً المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ممثلةً بالمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني وهي تواصل الطرق من دون هوادة لاستنهاض همم المسؤولين من أجل تقديم الخدمات الأساسية والشروع بإصلاحات فورية لأجل النهوض بواقع الحال وتأمين عيش كريم للعيال، لكن هناك من يتعامل معها باحتيال، مظهراً فعله السخيف بأنه غير مبالٍ..
أمس الأول الجمعة أعادت تكرارها المرجعية عبر ممثلها سماحة السيد أحمد الصافي بالقول ترس الأذن: «إن المطلوب تلبية الإصلاحات التي يطالب بها الشعب، وإن المماطلة والتسويف في هذا الامر لن يؤدي إلا إلى مزيد من معاناة المواطنين وإطالة أمد عدم الاستقرار الأمني والسياسي في البلد».
لقد قلناها وأكدت عليها المرجعية أمس الأول، أن أي تأخير في تشكيل الحكومة الجديدة هو إضرار بالعراق وشعبه، وأن الزمن يمر كمر السحاب من دون أن يلوح في الأفق أي انفراج للأزمة السياسية المستعصية بسبب الإرادات والإملاءات الحزبية ليس إلا..
لقد آن الأوان أن يرعوي الجميع لمنطق العدل والمصلحة الوطنية العليا ويغادروا هواجسهم وينصتوا لهذا الشعب الذي آن له أن يعيش بكرامة وإباء، وهذا حقه المشروع، فلا تبخسوا حقه..لا تبخسوا حقه
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)