المقالات

عزف غربي وراقصون شرقيون..!

1487 2020-01-28

كاظم الخطيب

 

الرقص الشرقي حركات من المجون، ولمسات من الجنون، على أنغام صاخبة وأجواء لاهبة، تنتهي بالراقصين، جهداً وإعياءً وإبتذالاً.

الموسيقى من الغرب تأتي بذلك الصخب، وتهيئ تلكم الأجواء؛ لتثير ذانكما الجنون والمجون الشرقيان، اللذان ينتهيان بجهد كبير، وإعياءٍ كثير، وإبتذالِ ماله من نظير.

ما شاء الغرب، وما شاءت أمريكا، لا ما شاء الله ورسوله؛ عقيدة تأصلت لدى كثير من المسلمين الذين يشغلون مساحة كبيرة من الشرق الراقص على الأنغام الغربية الماجنة.

خبث سياسي يدفعني إلى فضح الليالي الحمراء، التي كان يحييها سماسرة السياسة الغربية، وشذاذ التبعية من العرب، ولا أقصد القادة أو السياسيين منهم فقط؛ بل إن خبثي يتعدى ذلك بكثير.

تسآلت يوماً ماذا لو كان العرب أحراراً؟ ماذا لو كانوا ذوو سيادة على أوطانهم وخيراتهم؟ ماذا لو كانوا يمتلكون من الحكمة شيئاً- ولو كان نزراً- ؟ ترى كيف سيكون حالهم اليوم؟.

جدلاً، تصورت أنهم كانوا كل ذلك..! كما تصورت أنهم باركوا قيام الثورة الإسلامية في إيران! وإبتهجوا لزوال حكم الشاهنشاهية البغيض الذي كان يمثل أذرع أمريكا في المنطقة؛ بحيث كانت تطلق عليه( شرطي الخليج) وأنهم لم يسمحوا بمجيء طاغية العراق( الهدام)، ولم تك هناك حرباً لثمان سنوات مع إيران، وأن خيرات البلدين، وأبنائهما الذي قضوا في الحرب، مازالوا وما قتلوا.

ذهبت بعيداً بتصوراتي، الى الحد الذي تمكنوا فيه- العرب- من تشكيل مجلس تعاون عربي- وليس مجلس خليجي ليكون سجينة خاصرة لكل شريف- وإن مجلس التعاون هذا، قد رسم خارطة من التحالفات القائمة على أساس القدرة العسكرية، والإقتصادية، والبشرية فضلاً عن الموقع الإستراتيجي المتميز، الذي تمر به كل سبل الحياة التجارية للعالم أجمع.

وأنا في قمة تصوراتي هذه، ورغم خبثي كله، وجدتني أنتصب قائماً، وأنا أقول” إذا والله لسادوا العالم كله، ولوجدنا شركات التنظيف الأوربية، وشركات الصرف الصحي الأمريكية، والعمالة التركية، واللاجئين الروس، والمتملقين من السياسين في البيت الأبيض، والمنافقين من الإعلاميين في الCNN، والراغبين في الحصول على الجنسية العربية وجواز السفر ، بدلاً من التواجد البغيض لقوات الإحتلال الأمريكي، والتموضع الشاذ لقطعان الجيش التركي، واللجوء القسري لقطعات الجيش الروسي، وغيرهم، بل حتى إننا لم نمكن ساستنا - الأسياد- من رقابنا، أولئك الذين إشتريناهم بأصواتنا، لينعموا بخيراتنا ويمنعوها عن شعوبهم، وليرتموا على أعتاب الغرب وأمريكا واليهود، عبيداً صاغرين .

تباً لتصوراتي.. فقد أخذتني بعيداً عن أجواء الموسيقى الغربية، والرقص الشرقي العربي، فعندما عزفت أمريكا مقطوعة موسيقية مفادها، أن الثورة الإسلامية في إيران، هي خطر يهدد المنطقة العربية والعالم أجمع، تراقص لها شذاذ الخليج، وهزوا لها أكتافهم تيهاً، ومؤخراتهم طرباَ، فأسقطوا البكر في العراق، ونصبوا له خلفاً لعيناً، أسموه بطل الأمة العربية، وفتحوا له بوابة من الشر أسموها البوابة الشرقية، وسخروا له كل إمكانياتهم المادية، والسياسية للقضاء على تلك الثورة.

وعندما عزفت أمريكا والغرب معزوفة الربيع العربي، هبت غالبية الشعوب العربية، لتملأ الساحات، وتزحم الشوارع والحارات، رقصاً وتمايلاً، حتى غدت كل حكومات الإستبداد الأزلي، تتساقط وكأنها قطع من الدومينو.

اليوم وفي العراق، كثر العازفون، وإنبرى الراقصون، وتمايلت الأكتاف، وهزت الأرداف، وتشابكت الأيدي، وتحلقوا للجوبي وللدبكات؛ إبتهاجاً وطرباً، بمعزوفة فصل الدين عن السياسة، وتغييب دور المرجعية، ومعزوفة نزع سلاح الحشد وحصر السلاح بيد الدولة، ومعزوفة حكومة الإنقاذ الوطني، التي سيكون قوامها بقايا داعش البغيض وأيتام البعث اللقيط.

بكل ثقة أقولها.. يا أبناء قومي، ويا أخوتي في الدين والوطن.

إن أنتم أردتم الحياة، فلا تحرقوا مدنكم، ولا تقوضوا بنيانكم، ولا ترقصوا على أشلاء ضحايا الإرهاب، ولا تستهينوا بتضحيات شهداءكم من القوات الأمنية ورجالات الحشد ، وأن لا تستخفوا بمقام مرجعيتكم وحصنكم المنيع، فإنهم ما عزفوا بأوتارهم، إلا ليسلبوا منكم أسباب وجودكم، وفخركم، وشرفكم.

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك