المقالات

الاشارات الخفية في خطب المرجعية


عبد الكاظم حسن الجابري

 

كتبت في مقال سابق بعنوان " لا تحملوا المرجعية ما لا تعلمون", ان كلام المرجعية هو كتلة متماسكة, مكمل لما قبله ومتصل بما بعده.

دأبت المرجعية في كلامها على ما يمكن أن نطلق عليه التلميح الصريح –إن صح التعبير- اي بمعنى تصرح بالفكرة والمنهج, وتلمح للمصداق, وكما يقال في الفقه تشخيص الموضوع من مسؤولية المكلف.

ولنضرب مثلا على ذلك لتتضح الفكرة, وهو إن المرجعية قالت في إحدى خطبها وقبيل انتخابات 2014, "غيروا الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد" فهنا كانت الفكرة واضحة, وهي ان التغيير لابد ان يأخذه المجتمع الناخب على عاتقه, اما قولها الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد, فهذا تلميح على الناخب ان يعرف مصداقه على من ينطبق.

من منهجية المرجعية ايضا عدم التطرق للأشخاص وذكرهم بأسمائهم, فالمرجعية تستقرئ المنهج بعيدا عن الشخصنة وهي –المرجعية- تقف دوما في الصف المنحاز للشعب وتطلعاته, لذا فهي حينما تقول امرا تقوله بعنوانه لا بشخصه, كتوجيه كلامها مثلا لمجلس النواب او الحكومة او الرئاسات الثلاث دون ذكر اسم شاغلها, اذ ان هذه المناصب ثابتة لكن شاغليها متغيرون.

هناك امر يقد يخفى على كثير ممن يتابعون ويحللون خطب الجمعة, فبعيدا عن الكلمات والعبارات والمصطلحات التي تصرح او تلمح بها المرجعية, هناك سلوك ظاهري ولغة جسد يستخدمها ممثلي المرجعية عند القاءهم الخطب.

ممثلو المرجعية –السيد الصافي والشيخ الكربلائي- اثناء القاءهم الخطب عن لسان المرجعية, نجدهم يتناغمون مع موضوع الخطبة من حيث لغة الجسد والانفعالات, فسلوكهم في خطبة النصر مثلا يختلف عن غيرها, وانفعالاتهم في الخطب التي ترافقت مع احداث تنذر بالخطر تجدها مشحونة بالتحذير والتوجس, كمثل الخطبة التي القاها الشيخ الكربلائي بعد مقتل الشهيدين المهندس وسليماني ورفاقهما, وكذلك في خطبة تقريع الحكومة والامتعاض من عدم استجابتها لمطالب الناس, تجد السيد الصافي يحكي بانفعال وطبقات صوته ترتفع وتنخفض مع ما يردد من عبارات الخطبة, وفي حالة التهدئة والهدوء تجد ان لغة الجسد والانفعالات لدي ممثلي المرجعية قليلة, فلغة جسديهما وحركاتهما توحي بالهدوء والامل, كمثل الخطبة الاخير التي القاها السيد الصافي في يوم 28/ج1/1441 الموافق 24/1/2020 مذكرا بدور المرجعية خلال فترة التظاهرات.

المتتبع لخطب الجمعة عن لسان المرجعية, عليه ان لا يغفل دور الحركات الجسدية وأسلوب الالقاء من قبل ممثلي المرجعية, وان لا يحلل الخطبة بمعزل عن هذا الأمر.

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك