المقالات

التنشئة والتدجين

1448 2020-01-29

🖊ماجد الشويلي

 

 

إن من اسوأ اساليب التربية والتنشئة السياسية في البلاد ، أن يصور بعض الزعامات والساسة لاتباعهم ومريديهم ، بانهم يمكن لهم ان يصلوا بالعراق الى جعله جزيرة  غناء ياتيها رزقها رغدا من كل مكان دون ان يطمع بها احد او يمر بها مخلوق .

وهي فكرة طوباوية لاوجود لها الا في مخيلة العاشقين المراهقين قبل زواجهم .

أما في عالم السياسة فلايمكن تصور دولة دون شبكة من العلاقات الدبلماسية ،والسياسية، والتجارية .

ولايمكن تخيل بلاد من غير أن تحيط بها دول أخرى لاترغب بان يخنق بعضها البعض ألاخر وهي قادرة على التخادم فيما بينها ، وينفذ بعضها عبر بعض بممرات مائية او برية او غيرها.

وهذا مادأبت عليه جميع بلدان العالم ودرجت عليه ، ولا أحد كان يرى في العلاقات السياسية والتجارية ضيرا او هيمنة وتدخلا لدولة  بشؤون دولة .

إلا بما يسمى الاحتلال ؛ وقد حددت القوانين الدولية ذلك ووصفته توصيفاً دقيقا .

ففي القانون الدولي، تعتبر منطقة ما “محتلة” عندما تخضع فعليًّا لسلطة جيش معاد.(اتفاقية لاهاي المادة 42)

أما غيرها من التدخلات او النفوذ الطبيعي فإن لاي دولة الحق بان تتخذ التدابير اللازمة لحماية شعبها وارضها ومقدراتها من الاعتداءات الخارجية وإن اقتضى الامر التدخل المباشر لدرء ذلك الخطر الوشيك.

وتنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على أنه "ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء (الأمم المتحدة) .

فما الذي ينتظره الساسة والمعنيون جميعا في هذا البلد من الدول التي جاءت امريكا واحتلت العراق وصرحت بانها ستجعل منه منطلقا لتغيير انظمتها ؟!

هل ينتظر منهم ان يقفوا مكتوفي الايدي حتى يدخل ذلك العدو اراضيهم ويسومهم سوء العذاب ام يجابهوه ؟!

من المؤكد أن خيار مجابهته هو الخيار المنطقي ؛ خاصة إن كانت مجابهته من خلال دعم ابنائه المؤمنين بالمقاومة وهو الحق الذي كفلته كافة الشرائع والقوانين الدولية .

ولذلك فان الاجدر بالسياسيين والمسؤولين أن يعملوا على أنها وقطع كل مبررات ومسوغات التدخلات الخارجية واهمها واسها وأساسها هو الاحتلال بكل تاكيد .

وعليهم اشاعة الوعي اللازم بين المجتمع لتفهم وتقبل تشابك المصالح بين البلدان وخاصة في بلد كالعراق الذي يحتل موقعاً جيوبولتيكياً هاما جدا على الصعيد العالمي .

و أن يغادروا الغمز والتلميح والاشارة لايران واتهامها بالتدخل في شؤون العراق ؛ والعراق يستضيف ألد اعدائها دون أن تكون هناك ضمانات على الاقل لردع امريكا عن الاعتداء على دول الجوار .

فكيف يحق للدول الغربية التي تبعد آلاف الكيلو مترات عنا التواجد العسكري هنا لحماية امنها القومي ولانجد فيه ضيرا ونقوم الدنيا ولانقعدها لمجرد اشاعة لا اساس لها من الصحة ، أو فهم قاصر لطبيعة الظروف والملابسات التي تمر بها المنطقة  فنفسرها بتدخلات ايرانية دون أن يقوم عليها دليل

فقد صرحت وزير الدفاع الالماني (أنغريت كرامب كارينباور) أن مهمات القوات الالمانية ضمن التحالف الدولي في العراق ضد تنظيم داعش تخدم المصلحة القومية لبلادها والدول الاوربية ))

هكذا ينظر الغرب لمصالحه وطبيعة الاحكام والاطر التي تنظم العلاقة بين الدول

فاين نحن من هذا الفهم

اين نحن منه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك