المقالات

السيستاني: لا تطيحون ويعضكم الرفش ..!


إيليا إمامي  Ailia_Emame

 

➖➖➖➖➖➖➖➖➖

يخفق الكثير من الناس في فهم تحذيرات هذا الرجل _ السيستاني _ ويفشل الكثيرون في تلمس حجم الخطر بين سطوره .. وجمعة اليوم 31 / 1 / 2020 من هذا النوع من الخطابات التي تبدو عادية .. بينما هي تتحدث عن تسونامي . دعني أشرح لك كيف :

* في تسعينات القرن الماضي _ من 1991 الى 1998 _ توجهت قريتنا _ والريف عموماً _ نحو الزراعة بشكل أكبر من السابق .. حيث تقلصت أسباب العيش وشاع الفقر والجوع .. بسبب الحصار الاقتصادي وسياسات النظام البائد .

تلك السنوات كنت أذهب مع والدي وإخوتي الى سقي الأرض .. ويعترض طريقنا نهر عميق .. وضع الأهالي فوقه قنطرة طويلة من جذوع النخيل لايتعدى عرضها 30 سم .

عبور هذه القنطرة الرفيعة كان محنتي الأشد .. وحيث يعبرها الجميع ويقفون على الطرف المقابل .. تبدأ المسرحية والرهانات على هذا الطفل المسكين المتردد في العبور .

فبعضهم يصيح ليربكني ( طاح طاح .. وگع وگع ) وآخر يصرخ ( يعضك الرفش يعضك الرفش) .. ولكن من بين الجميع كان هناك متعاون واحد وهو أخي الأكبر .. حين ينادي ( أمشي بسرعة .. بس توگف تدوخ وتطيح ) .

* من ذلك الحين تعلمنا الدرس .. القناطر الخطرة .. والمتزلزلة يجب عبورها بسرعة .. فليست هي التي ستسقط .. بل أنت .. عندما ( تدوخ ) و تفقد توازنك وتبدأ بالترنح .

* اليوم .. لو دخلت الى مواقع التواصل دخول ناقد محايد.. وليس ضائع تجرفه الأمواج .. سترى فريقاً يدافع عن المتظاهرين بكل ما عملوه .. و حتى لو تبرأ من الأعمال التخريبية في البداية .. فإنه مع حدة النقاش يميل الى تبريرها من باب صداقة ( عدو عدوك ). كما قال أمير المؤمنين عليه السلام .

وعلى طرف النقيض .. فريق يبرر عنف القوات الأمنية مهما كان مفرطاً .. تحت مسمى ضبط الأمن والحفاظ على هيبة الدولة .. وأيضاً من باب قول البحتري :

وإن أحقّ الناسِ مني بخلّة

عدوّ عدوي أو صديق صديقي

* وحده السيستاني .. يقف متوازناً وسط هذا الاستقطاب .. يقف غير مصطف لجهة وسط هذا الاصطفاف والشرخ الطولي والعرضي وبكل الزوايا .

* وحده يدين الأعمال التخريبية من المحسوبين على هذا الفريق .. ويدين عنف القوات الأمنية وتبريرات ذاك الفريق .

وحده السيستاني يدفع ثمن وقوفه متوازناً _ برجل مكسورة _ وعمر تجاوز التسعين .. وسط هذه العواصف التي تدفعك الى الانضمام لأحد الفريقين .. وسلوك أحد الطريقين .. فلكل منهم خطابه وأدواته المقنعة .

* نعم .. التوازن مكلفٌ جداً .. لإنه يجبرك على ضبط أعصابك .. والتخلي عن الكثير الكثير من انفعالاتك .. والكلام الطويل الذي تريد أن تقوله وتصرخ به .

* ( النمرقة الوسطى ) ليس وصفاً عابراً يطلقه الإمام الباقر على أتباعه بدون أن يكون له ثمن .. وبدون أن يكون البقاء على التوازن من أصعب تحديات الإنسان .

* وماذا بعد ؟ هل هناك أمل بالموجودين ؟

كلا .. يؤسفني السطر الذي سمعته اليوم من خطبة الجمعة وقال فيه ( وتعذر اتفاقها _ القوى السياسية _ على إجراء الاصلاحات الضرورية ) بمعنى أن ماقاله السيد قبل ثلاث جمع من ( المغالبة وعدم التزحزح ولو قليلاً ) سد الباب على أي أمل بالاصلاح .

* في هذه الحالة نحن الآن على الجسر .. إذا بقينا واقفين .. قد ندوخ ونسقط .. ونذهب الى انقسام شعبي .. ( والرفش موجود بالنهر ) وجاهز لافتراسنا .

* فليس إمامنا سوى الاسراع الذي أكدت عليه المرجعية .. الإسراع الإسراع الإسراع في عبور النهر .. في حسم موضوع الحكومة .. في التمهيد لانتخابات مبكرة .. تنقذنا من الوقوف الطويل على القنطرة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك