محمد وذاح
اليوم السبت، تنتهي المهلة التي حددها رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، للقوى السياسية لحسم ترشيح شخصية "غير جدلية" لمنصب رئيس العراقية، وبخلافه يُكلّف "الرئيس" شخصية يراها ملائمة لإرادة المحتجين.
ومع استمرار الاحتجاجات، يواجه كل من رئيس الجمهورية برهم صالح والقوى السياسية وتحديداً الشيعية، ضغوطاً شعبية على حدٍ سواء، لحسم مسألة تكليف شخصية مستقلة تمتلك المواصفات التي يريدها المتظاهرون، بأن يكون مستقل، ولم يتسلّم منصباً حكومياً رفيعاً في السابق، وغير متهمٍ بملفات فساد، ومن غير، والأهم من ذلك كلهِ غير مرشح من الأحزاب، وهي غاية في قلوب المتظاهرين يضغطون على تحقيقها.
بالمقابل، تتسارع الاحداث ويضيق الخناق على القوى السياسية بعد فشلها في حسم تسمية شخصية لرئاسة الحكومة يلبي توافق القوى السياسية وتحديداً فتحت وسائرون ويحقق مطالب المرجعية الدينية والمتظاهرين.
الصدر يعود للساحة
فشل القوى السياسية على تسمية مرشح "غير جدلي" لرئاسة الوزراء وفق المدة التي حددها رئيس الجمهورية برهم صالح، دفع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (أمس الجمعة 31 كانون الثاني)، إلى دعوة أنصاره إلى تظاهرة شعبية حاشدة في بغداد، وبينما عزا دعوته إلى ما سمّاه بـ"الفشل في الاستجابة لمطالب المتظاهرين"، دعا أنصاره إلى الالتزام بـ"الانضباط والسلمية وعدم قطع الطرق والمؤسسات التعليمية والخدمية".
وقال الصدر، في تغريدة على "تويتر"، إنه "مرة أخرى، فشل السياسيون في تشكيل الحكومة، وما زال بعضهم يماطل في تحقيق مطالب المتظاهرين"، ودعا إلى "محاكمة الفاسدين أمام قضاء نزيه، وإقرار قانون الانتخابات ومفوضية مستقلة لها، وتشكيل حكومة غير جدلية وغير تبعية، بوزراء مستقلين لا حزبيين ولا طائفيين ولا فئويين ولا ميليشياويين"، مؤكداً "تحقيق استقلال العراق وسيادته وتنظيم انتخابات نزيهة مبكرة خلال الأشهر المقبلة". وأضاف، "لذلك فإنني أجد أنّه من المصلحة أن نجدد الثورة الإصلاحية السلمية".
ودعا أنصاره إلى "تظاهرة شعبية سلمية حاشدة في العاصمة، كونها مركزاً للقرار، بهدف الضغط على الساسة لتشكيل الحكومة، إلى جانب التحضير لاعتصامات سلمية حاشدة قرب المنطقة الخضراء"، مهدداً "ولدينا خطوات شعبية تصعيدية أخرى".
"فتح" يرمي الكرة بملعب الرئيس
المهلة التي حددها رئيس الجمهورية برهم صالح، للقوى السياسية كانت تنحصر بين "الفتح" و"سائرون" الائتلافين المسؤولين عن تسمية رئيس مجلس الوزراء باعتبارهما اكبر تحالف شيعي داخل البرلمان وقد توافقا من قبل على اختيار رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.
بيد أن تحالف "الفتح" وقبل انتهاء المدة التي حددها الرئيس صالح، أعلن أمس الجمعة (31 كانون الثاني)، بأنه "ليس لديه مرشح محدد لرئاسة الحكومة"، في محاولة يراها مراقبون تأتي لرمي الكرة في ملعب رئيس الجمهورية قبل أنتهاء المدة التي حددها للقوى السياسية.
إعلان موقف ائتلاف "الفتح" جاء في تغريدة على تويتر نشرها الناطق باسمه ورئيس كتلة السند الوطني، أحمد الأسدي، الذي أكد خلالها أن "الفتح" "يقبل بالمرشح غير الجدلي الذي تتوفر فيه الشروط الموضوعية للنجاح والذي يحصل على توافق القوى السياسية لإدارة المرحلة الانتقالية".
موقف رئيس الجمهورية العراقي، وبعد تخلي "فتح" و"سائرون" عن مرشح رئاسة الحكومة قبل انتهاء المدة التي حددها لهم، بات في موقفٍ لا يُحسد عليه في تسمية شخصية تلبي مطالب المتظاهرين والمرجعية من جهة والقوى السياسية من جهة أخرى، والذي يعتبره مراقبون أمرٌ يفوق قدرته لأن من سيسميه الرئيس صالح لمنصب رئاسة الحكومة سيتم رفضه من أحد الطرفين بما لا يقبل الشك.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)