كندي الزهيري
ان الانتخاب حق دستوري وشرعي ،يشارك به كل أطياف الشعب ليختار من يمثله على اساس معيار ومواصفات وخصائص تميز المرشح عن غيره من المتنافسين .
اعتاد الشعب العراقي على النظام الشمولي ،والانتخاب شخص واحد فقط ،
لا يوجد له منافس ولا يسمح بالتنافس في هذا المجال،
كل الشعب بسبب الخوف من الجلاد يضع علامة صح امام اسم الطاغية صدام، ومن يخالف يعدم فورا من دون محاكمة .
بعد ٢٠٠٣م اختلف الامر واصبح مجال الاختيار اوسع والتنافس اساس العملية الانتخابية.
لكن ما شابها ان الاختيار يتم على اساس الطائفة والقبيلة وليس على اساس الوطنية والمهنية.
ان تجارب الانتخابية السابقة التي شارك بها الشعب ،لم يكن الاختيار موفق ،وتكرر هذا الامر بشكل يثير الجدل حول عقلية الناخب والمرشح.
رأينا كيف يذهب المرشح إلى المناطق الفقيرة ، ويغريهم بمادة السبيس او كيس بطاطس او مبلغ مالي ،لم يتوقف إلى هذا الحد بالتعدى إلى الاغراء بالطعام اين في اغنى بلد بالعالم!!.
ان السذاجة الناخب جعل منه شريك بفساد المسؤول حيث يعلم او لا يعلم ، وبعضهم يستغلون الشيخ العشيرة ،بتقديم له الدعم او باج ذلك الحزب، أو عن طريق الهدايا التي تجعل من الشيخ يأمر ابناء عمومته على انتخاب الفاسد.
ان الانتخابات التي لا تتم على اساس البحث في هوية المرشح واختيار الكفوء لن ولم تنتج نظام سياسي يهدف إلى تحقيق إرادة الشعب، وهذا بحد ذاته خلل في وعي الثقافي والتعليمي للناخب .
ولا يخفى على أحد الدور الكبير لعملية التزوير او الضغط على الناخب داخل المراكز الانتخابية ،التي تمارس من قبل قوى سياسية بربرية ،متمكنة وذات قوى تهديدية فعلية فوق الدولة والقانون، تجبر الناخب على التصويت لصالحها.
او يتم حرق الصناديق الاقتراع بشكل متعمد من نفس القوى الاخفاء الحقائق عن الناس ،امر جعل من الانتخاب بلا فائدة ترجى منه.
السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة على الشارع العراقي ؟، هل الانتخابات المبكرة حل ؟اذا اخذنا بنظر الاعتبار ما جرى من حجم التزوير والعب والتهديد والاغراءات من قبل المتنفذين بالدولة؟ واذا تم الانتخاب وفاز نفس الوجوه التي تتظاهرون عليها اليوم هل سيكون هناك مظاهرات وأزمات جديدة ومطالبة بانتخابات اخرى؟.
على الشعب العراقي أن يدرك حجم العبة وأدواته، ومن معه ومن يستغله بحجج واهية بعيدة كل البعد عن العمل السياسي الهادف إلى بناء دولة القانون والدستور ،مرتكزة على اساس المواطنة في تعاملها تحت مبدأ اما اخ لك في الدين او نظير لك بالخلق.
اعلموا بأن كل فاسد تمكن وجلس على دكت الحكم وافسد وسرق وتامر انتم شركاء معه ، الانكم اعنتموه على فسادة من خلال اعطاء اصواتكم له، وهذا لا يعفيكم عن واجبكم ، وهذا يجعلكم في موضع السؤال من قبل الأجيال القادمة، وسيطيل حسابكم ووقوفكم امام الله عز وجل يوم المحشر، في يوم لا ينفع فيه الندم...
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha