عبد الزهرة البياتي
ليس غريباً أن ينحني العالم تقديراً واحتراماً للمرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني أدامه الله ذخراً وسنداً لوطن وشعب العراق والأمة الإسلامية جمعاء، وليس غريباً أن تبعث ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت باقة ورد ندية معطرة بأريج محبة واعتزاز مشفوعة بالدعوات للسيد السيستاني بعد تماثله للشفاء ونجاح عمليته الجراحية، ولم تنسَ الممثلة الأممية أن تكتب في بطاقة التهنئة عبارة أثيرة ممزوجة بمشاعر جياشة «إن صوتكم هو صوت العقل وحكمتكم مهمة للغاية».
وأكيد أن من يقرأ هذه الأسطر بإمعان سيتوقف أمام جملة حقائق تؤكد أن السيد السيستاني رعاه الله هو بالفعل خيمة العراق التي يستظل تحت أفيائها كل الشعب بقومياته ومذاهبه وأديانه ومناطقه ولغاته واتجاهاته السياسيــــــــة والفكرية وأنـــــه بالفعل صمـــام الأمان لوطن يريده أن يكـــون بوتقة ينصهر فيها الجميع وتتوحد فيه كل القوى.. عراقاً واحداً لا يقبل القسمة إلا على نفسه.. عراقاً يعيش فيه الكل إخوة متساوين مثل أسنان المشط.. عراقاً فيه العراقي سيد نفسه وليس عبداً أو بيدقاً يحركه الآخرون كيف يشاؤون ومتى يريدون.. عراقاً مصاناً وسيادته غير مثلومة.. عراقاً يبني ويعمّر ويشيّد لينهض من تحت الركام.. عراقاً ليس فيه ساسة منشغلون بمصالحهم ومجتهدون بمغانمهم بل ساسة أمناء على مصالح شعبهم..
وما يحسب للسيد السيستاني أنه ما أن تعرض لوعكة صحية حتى سارعت أكف العراقيين إلى السماء وهم يلهجون بالدعاء لأن يحفظه ويرعاه، بينما كان هو يدعو للعراقيين وهو في تلك اللحظات الحرجة، وها هو الله المجيب يحقق ما في القلوب.. دعوات من كل الأمهات والآباء والأطفال والشباب والشيوخ.. من كل رجل وامرأة.. من كل عسكري أو مدني، من كل كاسب أو تاجر، من كل الأطياف والمهن والثقافات، لك يا سيدي صمّام العراق.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)