المقالات

حياة طيبة ام معيشة ضنكا , أيهما؟

3306 2020-02-02

مسعود ناجی ادریس

 

الحياة الطيبة تعني الحياة الخالية من أنواع اللوث والظلم والخيانة والعداوة والأسرِوالذلة وانواع القلق وكل ما يحوّل طعم الماء الصافي للحياة في فم الانسان علقماً ويسلبه الهدوء والسكينة . تبعاً للقاعدة فإنََّ نتيجة العيش بشكل ناصح خالً من اللوث يحقق لنا مجتمعاً يسوده الهدوء والأمن , الرفاهية , السلام , الوئام الصداقة والتعاون وكل المفاهيم الانسانية البناءة . النتيجة الاخرى للحياة الخالية من اللوث (الحياة الطيبة) هو امتلاك مجتمع خالٍ من الطغيان والاستكبار والتفرّد والغفلة والجهالة . ومما لا شك فيه فإن قلب من يعيسش حياة طيبة متعلقٌ بالله (سبحانه وتعالى) وحده , فهو لا يريد سوى قربه ولا يقلق سوى من غضبه وانزعاجه . ادار وجهه للدنيا الفانية , فهو يعلم ان المدير والمدبّرالحقيقي لكل الأمور هو الله (سبحانه وتعالى) وكنتيجة لذلك فإنَّ الشيطان وهوى النفس لن يجدى سبيلاً اليه , ولكنَّ السؤال الرئيسي هو انه كيف يمكن الحصول على هذه المدينة الفاضلة ؟ واليوم ونتيجة لضغوط الحياة الآلية , وتحول المجتمعات الى صناعية , فإن الإنسان يمرّ باصعب الظروف المرّة لهذا فكيفية هذا العيش يعتبر سؤالاً رئيسياً وذا أهمية و الكثير من المدارس المادية سعت من اجل ان تجيب على سؤال هذا الانسان المعاصر الضائع فاقترحوا وصفات متعددة ومختلفة وتم تجربتها , ولكننا الى الآن نرى الازدياد المتواصل لمستويات العقل والاضطراب في المجتمعات البشرية . اذا قمنا بمراجعة القران الكريم هذا الكتاب والهادي الحقيقي للبشرية , فأننا سنجد وصفة علاج وحلّ هذا اللغز الصعب والمعّقد في الآية (97) من سورة النحل { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} اذ يصف الله (سبحانه وتعالى) الشرط الوحيد لتحقيق الحياة الطيبة بأنّه العمل الصالح المقترن بالأيمان وقد تعّهد بمنح تلك الحياة الطيبة للنساء والرجال الذين آمنوا وعملوا الصالحات , وسيجعل طعم الحياة حلواً في افواههم , ويقول (عز من قائل) : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة النحل آية (97) .

تجدر الاشارة الى أنّنا في القران الكريم لدينا نوعان من العمل , العمل الحسن والعمل الصالح , واختلافهما جدير بالتأمل فالطلب الجامعي الذي اكمل عملية اختيار الجامعة وبدأ بالحضور في المحاضرات , قد أدّى عملاً حسناً , ولكنّه متى ما بدأ يأخذ الدروس بأنتباه بالغ وأدّى الامتحانات النهائية وحصل على درجات عالية نتيجة لسعيه المتظافر عندها يمكننا ان نقول قد أدّى عملاً صالحاً . الموظف الذي يحضر في محلّ عمله في الموعد المقرر له ويبقى حتى نهاية الوقت الأداري المطلوب فهو قد أدّى عملاً حسناً , ولكنّه متى ما تابع مشاكل الناس والمراجعين ومع المحافظة على الكرامة الانسانية قام ببذل جهده في سبيل اداء الواجبات المناطة اليد وكسب رضا الجمهور عندها نمكننا ان نسمي عمله هذا عملاً صالحاً . الامر كذلك ايضاُ في الصلاة , فأذا أدّى صلاته على مجرد انها تكليف وواجب شرعي فهنا يمكننا اعتبار عمله هذا عملاً حسناً , ولكنه متى ماظهرت آثار الصلاة , أي الابتعاد عن الفحشاء والمنكر في حياة الانسان , عندها يمكننا ان نعتبر عمله هذا عملاً صالحاُ وكما تعلمون فإنَّ الله (سبحانه وتعالى) يرفع العمل الصالح {الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ} فاطر آية (10) . 

في الختام نشير الى هذه الملاحظة المهمّة  فنحن امامنا نوعان من الحياة ويجب علينا عبر استخدام قوّة العقّل والتّدبر أن نختار واحدة منها ونجرّبها ولنتذكّر دائماً بأن من شأن هذا الاختيار أن يحدد مصيرنا , وكما نعلم جميعاً فأنه من غير الممكن اعادة كتابة المصير من جديد . أما هذين النوعين للحياة فيمكننا ملاحظظتهما من الايتين {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} سورة طه آية (123){وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} سورة طه آية (124) فمن يتبع الهداية الالهية فأنه لن يضل في الحياة الدنيا ولن يشقى في الحياة الآخرة , وعلى القاعدة فمن يريد حياة سعيدة ويبحث عن الفلاح والصلاح فأنه سيختار هذا النمط من الحياة . والنمط الثاني هو االذي تذكره الآية (124) من سورة طه اذ يذكر الله (سبحانه وتعالى)  من اعرض عن ذكره وهديه فأن حياتهم الدنيوية تكون ضنكاً عليهم , فهي حياة صعبة للغاية ومتعبة ومظلمة وضيقة , وفي الآخرة سيحشر اعمى . فالتكليف محدد اذاً , ونتائج الاختيار واضحة جداً ومبرهنة , الآن يأتي دورنا نحن لنختار , الحياة الطيبة , ام المعيشة الضنكا , أيهما ؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك