المقالات

الثوابت والمتغيرات الإنسانية


محمد آل عيسى

 

عندما خلق الله الانسان كان مقتضى تلك الخلقة أن تكون وفق تقديرات دقيقة وفق ضوابط محددة وفق معايير ثابتة لا تتغير أبداً أبداً ...

منها ما هو مادي نراه وندركه كجسم الانسان وشكله وأعضائه .. فلا يعيش من لا كبد عنده ولا يبقى حياً فاقدُ الكليتين ..

ومنها ما هو غير مادي كالبديهيات والدوافع والميول

وهكذا عاش الإنسان بهذه الثوابت منذ ان خلق الله آدم الى يومنا هذا وسيستمر الى ما شاء الله

ومع هذه الثوابت التي لا تتغير ..تطرأ معها على الانسان مجموعة من المتغيرات

أيضا منها ما هو مادي

مثل ملابس الانسان وهيئتها وشكلها .. وسائل انتقاله .. وسائل تواصله .. اسلحته .. طريقة طبخه لطعامه

ومنها غير مادي كالشبهات الفكرية والانحرافات في السلوك والقيم والاخلاق وغيرها

مشكلتنا هي الخلط بين الثوابت والمتغيرات

فهناك من قام بالعبث بالثوابت ظناً منه أنها قابلة للتغيير

وهناك من قدّس المتغيرات حتى نظر اليها وكأنها ثوابت منزهة عن أن تتبدل وتتغير

وأخطأ الإثنان في الحكم

نعم .. نحن بحاجة لأن نعيد حساباتنا ونميز بين الثابت والمتغيّر فنثبّت الثوابت ونعمل على تأصيلها وترسيخها

وأن نتوجه الى المتغيرات فنتعامل معها تجديداً وتطويراً .. ليس كما اتفق وانما وفق ما تقتضيه الثوابت وتحكم به

لماذا نرى مواقف العلماء والحكماء بعيدة عن الخطأ وهي ليسوا معصومين ؟؟ من أين لهم تلك المواقف الثابتة ؟؟

إنهم يعملون ويتصرفون وفق الثوابت التي لا تتبدل ولا تتغير يرتكز فكرهم عليها .. يتخذونها منهجاً .. ومن إتكأ على الثابت ثبت

وبالمقابل نجد بسطاء الناس تجرّهم رياح التغيير وتبهرهم خدائع التبديل فتأخذهم لتهوي بهم في مكان سحيق

هي دعوة لكل منا ان يشخص الثوابت التي تحكم انسانيته وتظهرها بأبهى صورة ليتولاها ويأخذ بها

ودعوة لأن ننتبه الى المتغيرات وما هي فاعلة فينا لاسيما ونحن نعيش ونترقب متغيرات عديدة وكبيرة ولا بد ان يكون لنا تجاهها موقف ثابت

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ. تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَ يَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)

ــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك