المقالات

صفقة القرن هل هي بداية النهاية؟  


فاضل الطائي

 

    تلجأ قوى الاستكبار العالمي  إلى خلق الأجواء الملبدة بغيوم المؤامرات والتعاطي مع دول المنطقة على أسس إستعبادها وتبعيتها لها. وتحاول جاهدة" أن تبرمج كل أفعالها لتتناغم مع طموحات الكيان الصهيونى الغاصب للقدس الشريف والذي طالما عمل منذ عقود طويلة من الزمن على تهويد القدس الإسلامية وصيهنة عروبتها .

    قبل أيام قليلة أعلنت الإدارة الأمريكية وإسرائيل خلال مؤتمر مشترك في واشنطن ماتسمى ب (صفقة القرن) المشؤومة التي هي نتاج لأفكار وجهود اليهودي (كوشنر ) صهر ترامب ومستشاره ، حيث عملت الإدارة الأمريكية حثيثا" على إيجاد المعطيات على الأرض لإعلان تلك الصفقة التي ولدت ميتة" من رحم المؤامرات على فلسطين ومحور المقاومة في المنطقة . فقد رأينا ما يجري في المنطقة من أحداث سريعة منذ مجئ ترامب إلى البيت الأبيض ، ولو تتبعناها جيدا لخرجنا بمحصلة واضحة مفادها أن الرئيس الامريكي قد وضع سياسة محددة يتمكن من خلالها إعلان صفقة القرن.

وكلنا يعلم أن بداية المؤامرة  تعود إلى إعلانه نقل سفارة واشنطن من تل ابيب إلى القدس وهذا بحد ذاته خطوة تصعيدية كبيرة استفاد منها محور الشر في تقوية الكيان  الصهيوني ومواقفه في احتلال الأراضي العربية والمقدسات الإسلامية.  هذه الخطوة تبعتها قيام بعض الدول بنقل سفاراتها إلى القدس ايضا"، الامر الذي جعل من ترامب وإسرائيل المضي قدما" و التحرك نحو تنفيذ مراحل سياستهما في المنطقة تباعا" والتي تقوم على مواجهة ما يمكن أن  يمنع من إعلان الصفقة سيئة الصيت. وكان اعتراف واشنطن ان هضبة الجولان السورية المحتلة هي أرض إسرائيلية الخطوة الثانية الكبيرة التي ستنمي قوة اسرائيل جغرافيا"وعسكريا" وتعمل على إضعاف الموقف الاقليمي.  وللأسف لم نلتمس ردا" عمليا" دوليا" او أمميا" أو عربيا" ( على أقل تقدير ) يوازي حجم تلك المؤامرة الامريكية، الأمر الذي أدى إلى قيام الشيطان الأكبر بمحاولة تشتيت واضعاف جبهة محور المقاومة في المنطقة.  فكانت عملية إغتيال القائدين سليماني والمهندس رحمهما الله بمثابة نقطة  الانطلاق نحو إعلان صفقة الشيطان.  إن ترامب يرى في (مقتل) الحاج سليماني هو تخليص إسرائيل والمنطقة من خطر كبير لطالما هدد أركان الاحتلال الإسرائيلي علانية" وعمل على مقاومة الاحتلال الصهيوني الذي نال ضربات موجعة ومباشرة من خلال حزب الله لبنان وحركة حماس مع نظر الاعتبار تقدم الجيش السوري وسقوط ورقة داعش في سوريا والعراق بعد انتصار الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية .

   لقد شعرت إدارة ترامب ان الخطوات الثلاث أعلاه وهي نقل سفارة واشنطن من تل ابيب إلى القدس واعلان ارض الجولان المحتلة أرض إسرائيلية و اغتيال الحاج سليماني ، شعرت بتوفر الفرصة السانحة لإعلان صفقة القرن التي ساهمت وأيدت أنظمة عربية عميلة في إيجادها ، فتواجد ممثلي الإمارات والبحرين وعمان والتمويل الخليجي الذي يقدر ب ٥٢ مليار دولار لتوطين فلسطينيي المهجر في أراض عربية مستقطعة و صحراء الانبار جزء منها والتي تحاذي حدودنا مع سوريا والأردن لهو دليل للموقف العربي المتخاذل مع القضية الفلسطينية . وهذه الأرهاصات هي  سبب رئيسي في قصف الاحتلال الامريكي لقطعات من الحشد الشعبي مؤخرا" في القائم .

ومع ذلك الخذلان العربي ظهرت ردود افعال قوية وسريعة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفصائل الحشد الشعبي ومحور المقاومة في اليمن ولبنان والبحرين وسوريا  وفلسطين وهي بمثابة تجديد عهد الولاء بضرورة استمرار المقاومة وتقوية محورها لتبقى المقاومة شوكة في عين الشيطان  واذنابه .

إن فلسطين قضية مهدوية وأن القدس الشريف هو احد أهداف حركة الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف،  وعلى الأجيال المؤمنة اليوم وغدا" التهيؤ لكل طارئ من المعطيات والأحداث التي هي ليست عن ذوي البصيرة ببعيدة.

ــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك