المقالات

ستموت بعد تسعة أيام..!

967 2020-02-04

هادي جلو مرعي

 

كان يحرك جسده الثقيل على كرسيه الكبير في مكتبه الفخم، ويتحدث بفلسفة العارفين، منبها إياي، وأنا الموظف الصغير: هذا الكرسي مثل كرسي الحلاق، مهما طال جلوسك عليه لابد أن تقوم عنه. كان يتحدث مزهوا منتشيا، و لم يكن يضع في الحسبان فكرة متى سيقوم عن الكرسي، وكيف سيقوم؟ بمزاجه، أم بفعل قوة قاهرة ترغمه على القيام عنه؟ ودليل ذلك إنه كان يشتم الموظفين، وعلا عليهم وطغى، ولو كان يدرك شيئا من ذلك لما تكبر وتجبر.

لو كان الإنسان يعلم الساعة واللحظة التي تنزع فيها روحه لتصرف بطريقة مختلفة. أحدهم رأى حلما شبهه بالكابوس، إنه في منامه، وقد تسلط عليه كيان غريب لم يألفه، وأطبق على أنفاسه، ووضع كلتي يديه على رقبته، وأخبره إنه سيموت بعد تسعة أيام. حين أفاق كان الرعب يحكمه، وإحتضن أولاده، وتغير مزاجه، وصار أكثر لينا وسهولة، ولم يعد يرفع صوته، لكنه وبعد مضي الأيام التسعة عاد الى ماكان عليه قبل أن يرى مارأى في المنام.

يسالون: لماذا يكون المريض طيبا رقيقا، ومتسامحا، يسأل كل من يزوره أن يغفر له ويسامحه إذا كان تسبب له في مشكلة، أو أساء إليه بقصد، أو بغير قصد؟ وهذا في تكوين الإنسان طبيعي للغاية. فهو شبيه بطريقة حياته التي يبدأ فيها ضعيفا، ثم يتقوى، ويطغى، ثم ينتابه الضعف والهوان، ولايستطيع أن يحكم الأشياء كما كان يحكمها عندما كان قويا، ثم يذهب راغما الى الفناء.

كان أحدهم، ويعمل في مؤسسة، وكان مديره يشفق عليه، فيقول له: عد نفسك أنت المدير، وبمرور الوقت صار يتدخل فيما لايعنيه، وفيما لايعرف، وفيما ليس من شأنه، بل ولايفهمه، لكنه غفل عن مهمته التي كلف بها، وتجاوزها الى ما لايحق له، فأصبح محط نقد وسخرية العاملين معه، لكن المدير لم يتوقف عن الشفقة، بينما غادر هو العمل، وعاد الى ماكان عليه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك