المقالات

من وراء الازدراء بالمنظرين ؟!!

1441 2020-02-05

🖊ماجد الشويلي

 

 لاغنى لكل دولة في العالم تتطلع للازدهار والرقي والقوة والمنعة عن طبقة المنظرين والمفكرين الذي يرسمون لها هويتها وفلسفة وجودها كما هو الحال بالنسبة لفرنسا وفلاسفتها كفولتير الذي انتقد الظلم والاستبداد ومونتسكيو الذي طالب بفصل السلطات وجان جاك روسو الذي طالب بالحرية والمساواة .

 او الولايات المتحدة التي اشرف على تاسيسها مفكرون ومنظرون كتوماس جفرسون

وهكذا بالنسبة للصين وتاثير ماوتسي تونك الفكري عليها ، والجمهورية الاسلامية في ايران التي قامت على اساس فكر الامام الخميني والشهيد المطهري وغيرهم من العلماء

كل تلك الدول المهمة والمؤثرة وغيرها من بلدان العالم يقف على راسها منظرون يجلهم الشعب ويقدر لهم انجازاتهم الفكرية ويسير بهدي ما يرسمونه لهم .

الا اننا نشهد امرا غريبا في العراق تمثل عقب احتلاله من الولايات المتحدة 2003 بالتنكر للمنظرين والتنصل عنهم بل وازدرائهم والاستخفاف بما يطرحون .

وقد شاهدنا كيف يتندر عوام الناس حينما يتحدث المفكر وينظر لامر ما ويصفون كلامه بحسب اللهجة العامية (بالتسفيط) او كما يعبرون احيانا بذات اللهجة (هذا بس حچي) وكأن عليه أن يمسك المعول او المجرفة ويحرث في الارض ؟!!

متناسين أن الفطرة الانسانية اودعت بالناس ملاكات نفسية وقابليات مختلفة وان قوام المجتمع يعتمد على التنوع في التخصصات والقابليات والا ماكان له ان يستمر .

فكما نحن بحاجة للبقال والفلاح وسائق الحافلة والطبيب كل في مجاله فنحن ايضا بحاجة للمنظر والمفكر الذي يتقن التامل والتمعن بالاشياء ويفرز بينها بدقة

وهو امر في غاية الاهمية ولايجدر الازدراء به بحال .

وكما اننا بحاجة للمحلل السياسي الذي يفكك الحدث نحن بحاجة ايضا للمفكر الذي يصنع الحدث

ولقد ساهمت الولايات المتحدة من خلال اعلامها الناقم على المفكرين سيما الاسلاميين منهم وعبر اعلامها المضلل بتوهين مقامات المفكرين وشجعت على الاستخفاف بهم فضلا عما قامت به مخابراتها من تصفيات جسدية لخيرة  العلماء والمنظرين والمفكرين من ابناء العراق كالشهيد الحكيم والشهيد عز الدين سليم  وغيرهم لعلمها بقدرتهم على تقويض مشروعها الاستكباري في هذا البلد.

وما ذاك الا لاجل ان تمرر ثقافاتهم دون مصدات وعراقيل ليتم غرسها في اذهان الاجيال الصاعدة في هذا البلد وتقطع صلتهم بماضيهم وارثهم الحضاري الاسلامي والثقافي

أعتقد اننا بحاجة لاعادة الثقة بالمنظرين والمفكرين ليتمكنوا من تقديم نتاجاتهم الفكرية من جديد لنقضي على هذا التصحر الفكري الذي بات يعم ارجاء المجتمع

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك