جمعة العطواني
هناك حقائق يجب ان تكون حاضرة امام رئيس الوزراء المكلف السيد محمد توفيق علاوي عليه مراعاتها عند تشكيل حكومته القادمة منها:
١- ليس من الصحيح تدوير الشخصيات التي تسنمت مناصب تنفيذية خلال الدوراتِ السابقة سواء كانت ( الحزبية) او حتى من( ساحات التظاهرات) .
٢- ان اختيار شخصيات من ساحات التظاهرات لا تقل سلبية عن اختيار شخصيات من الاحزاب، لان هذا الاختيار سيفتح بابا لمزيد من التعقيد في المستقبل، فما يدرينا ربما ستخرج شريحة اخرى من المتظاهرينَ ليقولوا ان هؤلاء الذين تم اختيارهم لا يمثلون المتظاهرينَ .
٣- اكثر من ذلك فربما حتى في الانتخابات القادمة وعند تشكيل الحكومة ستجد جموع من المتظاهرينَ في الساحات يطالبون بنفس الامتيازاتِ التي يطالب بها بعض قادة التظاهرات اليوم، وعندها لا يحق للحكومةِ في وقتها ان ترفض اشراك ممثلين عن المتظاهرينَ في الكابينة الحكومية وهكذا يستمر هذا السيناريو الذي ربما يكون تاثيره السلبي اسوء من محاصصة الاحزاب ، وسيستغل بعض الانتهازيين والوصوليين التظاهرات للحصول على امتيازات سياسية باسم المتظاهرينَ.
٤- من قال ان التظاهرات ليس فيها من ممثلي الاحزاب بوجوه جديدة ؟
نتابع في كل يوم دخول جهات حزبية ورفع شعارات تتناغم مع مطالب المتظاهرينَ السلميين ، وعندها كيف يتسنى لرئيس الوزراء المكلف التمييز بين المتظاهرين( المستقلين ) عن غيرهم( الحزبيين)؟
بل ربما يستغل رئيس الوزراء المكلف هذه الظاهرة لارضاء بعض القوى السياسية في إشراكهم بكابينته الحكومية تحت ذريعة ( اشراك) ممثلي المتظاهرين في الحكومة القادمة .
٥- من قال ان اختيار ممثلين عن المتظاهرين يلبي رغبة بقية شرائح المجتمع، فعشرات او مئات الألاف من المتظاهرينَ لا يعني بالضرورة إرضاءا لملايين الناس، سواء كانوا مشتركين او غير مشتركين بالتظاهرات .
٦- واخيرا فان قيادة التظاهرات تروم تشكيل كيان سياسي باسم المتظاهرينَ ما يعني بالضرورة ان حزبا جديدا سيشارك بالحكومة القادمة في الوقت الذي يطالب المتظاهرون باختيار شخصيات مستقلة ، وفِي الوقت الذي يطالب المتظاهرون بابعاد الاحزاب عن الحكومة القادمة خشية استغلال السلطة لصالح تلك الاحزاب، فلماذا لا نتوقع استغلال السلطة من قبل شخصيات تزعم انها تمثل المتظاهرينَ لصالح التشكيلات السياسيةِ التي تروم تشكيلها؟
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)