من يتابع التصريحات الامريكية حول العراق، وآخرها تصريح (بومبيو) حول أحداث النجف، يدرك أن غباء واشنطن هو وراء فشل مشروعها في العراق.. ومن النتائج العكسية لخطابها السياسي والاعلامي مايلي:
- من شدة إفراط الأمريكان بربط إيران بكل بيان خاص بالعراق تحول معظم من يكرهون أمريكا الى الخندق الايراني حتى لو كانوا يكرهون إيران أيضا بجانب أمريكا، أو لا علاقة لهم بها. لأن واشنطن صنفت العراقيين الى معسكرين (أمريكي وايراني)، ولم تترك لهم خيارا ثالثا.
- الأمر الثاني هو أن إفراط الأمريكان بذكر إيران بكل حديث عن المتظاهرين العراقيين ولد انطباع في الشارع العراقي ان المتظاهرين هم اتباع أمريكا، وليسوا مستقلين. وهذا أساء كثيرا للتظاهرات وعمل على شيطنتها، ودفع الكثيرين للانسحاب منها أو وقف التعاطف معها.
- تصرف أمريكا من موقع الوصاية على التظاهرات العراقية، وربط كل أمر بايران، استغله خصومها في رص جبهتهم المقاومة، رغم ان بعضهم كان على الضد من النفوذ الايراني كالتيار الصدري، واستثمروه في استنهاض العواطف الشعبية التي تحتفظ بسجل كراهية للامريكان لمناهضة مشروعها.. بل البعض استغله أيضا في الالتفاف على المطالب الاصلاحية.
- غرور أمريكا وتماديها في التعامل مع الشعب العراقي (خاصة الشيعة) بدونية، وتبعية لإيران، وكشعب منزوع الارادة تماما، ومتخلف، وانها قادرة على قيادته كالقطيع بجيوش اعلامية، جرح كرامة العراقيين واستفزهم، وولد ردود فعل عكسية تماما مما تتطلع لها واشنطن. فالعراقيون شعب يضحي بروحه لاجل كرامته، وهو ما لم تدركه واشنطن.
السيدة الاولى
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)