شذا الموسوي
-الأولى الى السيد محمد توفيق علاوي المحترم
إدرك جيداً أنك لست بحاجة الى هذا المنصب، لكنك قبلت هذه المهمة الصعبة في هذا الظرف المعقد والحساس، وأسمح لي كعراقي متابع بوعي وأخلاص لكل ما يجري في بلده، أن أحدثك بكلمة صدق.
راقبت جيداً لحظات تكليفك عندما سلمك السيد رئيس الجمهورية المحترم كتاب التكليف، وكنت أراقب لغة الجسد عند الرئيس وأقارن بينها وبين لحظة تكليف السيد عبد المهدي، فالفارق واضح جداً، فالرئيس لم يخف عدم رضاه أو على الاقل عدم فرحه بتكليفك على الرغم من أنه كان يلح على الكتل أن تختار مرشحها، وقد تتابع هذا الامتعاض، إذ لم يعلن الرئيس تكليفك في بيان علني كما كان المتوقع والمفترض، وأضطرك الامر الى ان تعلن عن تكليفك بنفسك، ولم أسمع الى هذه اللحظة خطاب معلن من الرئيس لدعم حكومتك، كما أن الغريب هو صمت السيد رئيس مجلس النواب وكأن الاعلان عن مرشح الحكومة أمر لا يعنيه، وهكذا الامر حتى بالنسبة لقادة الفتح، وربما كان السيد مقتدى الصدر الوحيد الذي اعلن بشكل صريح موقفه، وفي سياق متصل اظهرت الساحات ومواقع التواصل موقفاً غريباً تجاهك وكأن الامور معبئة لهذا الغرض، وحاصل هذا الحال، أن البيئة التي ستعمل فيها غير مستجيبة بالقدر المطلوب الذي يكفي لنجاحك، وأن تعرف جيداً ما هي عواقب هذا الوضع غير المنسجم، لذلك اتمنى عليك، أن تذهب الى رئيس الجمهورية والبرلمان والاقليم وقادة القوى والكتل، وتخاطبهم بشكل صريح وواضح، هل أنتم معي بشكل جاد وصادق لننجح ونتجاوز هذه المرحلة أم لا؟ فإذا كان جوابهم نعم، فعليهم اظهار موقف علني داعم وواضح، وان يساهموا في تهدئة الشارع وضبط ايقاعه وانجاح عملية التكليف، وإذا تم هذه العملية فعليك اختيار كابينة كاملة قوية ليس فيها وجه ممن تم تجربتهم سابقاً، وتأكد من أوضاعهم وسمعتهم، وقدرتهم جيداً، واستقلاليتهم عن كل تبعية، وإذا كان جوابهم لا او انهم غير مستعدين لاعلان هذا الدعم، فمن الافضل لك وللمرحلة ان تنسحب من هذا التكليف، لأن البلد على حافة منزلق.
-الثانية: الى التيار الصدري قادة وجماهير
أعرف الكثير منكم، وأقيم عالياً مواقفكم الوطنية المخلصة التي كانت مميزة في اكثر من قضية، كما اتفهم تباين وتناقض بعض المواقف والقرارات، ولكن عليكم ان تدركوا جيداً أن اعلان العداء الصريح لأمريكا له ضريبته وكلفه، وان احد كلفه الباهضة هو الاشتغال المنظم لتغييب الحقائق او تغيرها، فضلاً عن قضية الدعاية المنظمة، وهو امر واضح خلال هذه الايام، لذلك اتمنى عليكم ألا تنسحبوا الى مواقف تتحملون فيها وزر الاقتتال الداخلي والصدام الشيعي الشيعي، وهي نتائج يتمناه الكثير، وعليك ان تبتعدوا قليلاً عن الساحات، ولا تباشروا الامور بأنفسكم حتى وان كانت هناك خطورة في موقف ما، وأسمحوا للدولة والقوات الامنية ان تتحمل مسؤولياتها، وهي المساءلة عن كل تصرف وفعل، وارجو ان يظهر موقف واضح وصريح وبصوت السيد مقتدى الصدر يحدد فيه موقف التيار من مسار الاصلاح والمجريات التي تحدث في البلد بشكل منتظم وواضح، كما يحتاج بعض الانصار الى ضبط ايقاعهم لانهم احيانا يتفاعلون مع الاحداث بشكل اكبر مما يتطلب، وقد يجتهد البعض في تصرفاتهم، والخلاصة لا بد من رسم موقف واضح ومعلن يميل الى تقليل ايقاع بعض المواقف، وان الاهداف الكبرى وفيه مقدماتها الاصلاح والسيادة، تحتاج جهود عملاقة وتنظيم كبير، وتكامل ادوار.
- الثالثة: الى المتظاهرين
كبير هو فعلكم الذي تتوج في الكثير من الخطوات والمعطيات، والتي كانت في يوم ما بعداد المستحيل، ولكنها اصبحت ممكنة بفضلكم وجهودكم، واتفهم جيداً بعض مواقف التصعيد التي ترافقها ردات فعل تثير انزعاج الرأي العام، كما أنني اثمن عالياً دمائكم الزكية وجروحكم الطاهرة وكل جهودكم الطيبة، وعليكم ان تفتخروا بأنكم اعدتم الامل الى قلوب كل العراقيين وجعلتم الجميع يتيقن ان الاصلاح قريباً، وأنكم بفعلكم استطعتم ان تجعلوا مواقف المرجعية وكل القيادات الوطنية في البلاد تقف الى جانبكم، ولكن والمحنة فيما بعد لكن، فأنتم تعرفون جيداً حجم الاختراق والانحراف والتضليل الذي احاط بتظاهراتكم، وتدركون جيدا حجم الرغبات المغرضة (الداخلية والخارجية) التي تريد استغلال جهودكم لصالحها، ودفعكم لتكونوا حطباً من اجل تحقيق اجندتهم، ومؤكداً هي خلاف اهدافكم، فانتم تريدون السيادة وهي تريد تعميق الاحتلال، وانتم تريدون السلام وهي تريد الحرب والدمار، لهذا عليكم ان تميزوا صفوفكم بشكل اوضح وادق، وتعيدوا تقييم خطواتكم، وتفهموا ان التكتيك يقتضي القبول بنتائج متواضعة لاجل اهداف اكبر، واعلموا ان الاصلاح مسيرة طويلة تراكمية تأتي بشكل منتظم، وان اسقاط السقف على رؤوس الجميع او التعطيل النهائي للحياة او الانزلاق في دوامة الصراع والتخريب، سيكون ضرره على رؤوسكم قبل غيركم، وافهموا ان كلمة لا المطلقة سهلة القول مدمرة النتائج في اكثر من موقف لكن كلمة نعم المشروطة صعبة في محتواها لكنها تحقق الكثير، وعليكم ان تلتفتوا ان لكم شركاء في هذا الوطن وان حق تقرير المصير هو حق مشترك للجميع على حد سواء.
الدوامة التي بدأت تجترتكم تريد سحبكم لمنخفض مظلم، أياكم والاستدراج إليه، وتذكروا ان الاهداف الكبيرة تقتضي الصبر والمرابطة دوماً، واذا كان غيركم يتحمل مسؤولية خراب العراق وتخلفه، فلا تكونوا من يتحمل وزر تدميره وتفكيكه.
اتمنى ان تكون هذه الرسائل ضماداً لوجع وطني...
https://telegram.me/buratha