المقالات

30 يَوْماً .. فَاصِلَةٌ


عبد الزهرة البياتي

 

دائماً هي أوضاعنا السياسية مأزومة ومتورمة وملغومة، ودائماً هي الأزمات حاضرة وتتوالد مثل الأرانب، ودائماً -يا سيدي العراق- الحلول غائبة، أتدري لماذا يا عراق؟.. دعني أبُح لك بالجواب..

الجواب، يا سيدي العراق، يكمن صراحةً بالأسس الهشة والأرض الرخوة التي بنيت فوقها العملية السياسية الراهنة.. أسس تقوم على نهج المحاصصة بكل عناوينها وتلاوينها ومسمياتها وتشعباتها وإن من يتصدى لهذه العملية أو الماسكين على مقابضها متمسكون حد العظم بأن هذه العملية ليست سوى فريسة تتناهشها المخالب وتقطّع أوصالها حسب الطرف المطالب بحصته..

هي، يا سيدي العراق، نتاج تطلعات ساسة مغانم وليس رجال دولة وساسة (شلِّه واعبر)، وليس بناةً حقيقيين لوطن يراد له أن ينهض من تحت أكوام الرماد. ومشكلة العملية السياسية أن النافذين في ساحاتها لا يؤمنون بغير (هذا لي وذاك لك)، أما بناء وطن يرتقي فيه الجميع إلى مستوى التحديات فهذا أمر متروك الآن!!

أمام رئيس الحكومة المكلف السيد محمد توفيق علاوي 30 يوماً عداً ونقداً من تاريخ التكليف لتشكيل حكومته الانتقالية. وبحسب خبراء قانونيين فإن مدة تشكيل الوزارة الثانية في الدورة الانتخابية ذاتها من مهل السقوط، أي بالعربي الفصيح من دون الحاجة إلى أكل البطيخ، فإذا انتهت مدة الثلاثين يوماً لتشكيل الوزارة لا يمكن تمديدها ولا يمكن إعادة تكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة، وقد يسأل سائل وكيف الحل؟ والجواب، كما يؤكد الخبراء القانونيون، فإن الدستور العراقي أوجب على رئيس الجمهورية برهم صالح تكليف مرشح جديد بدلاً من الذي تم تكليفه سابقاً ولكنه لم يفلح في تشكيل كابينة خلال (30) يوماً.

ومن هنا يتضح أن المهل المقررة لتشكيل الحكومة محددة دستورياً وليس من السهولة تجاوزها أو التمدد على سقوفها، وعليه نرى لزاماً على كل القوى الفاعلة في العملية السياسية أن تراعي أحكام الدستور أولاً، وأن تراعي أوضاع البلاد والعباد ثانياً، وأن تدرك قبل غيرها أن أي تأخير أو عرقلة سيعني تعقيد الأوضاع وإدخال الشعب في دوامات ومتاعب لا مبرر لها..

أملنا أن يتخلى الجميع عن أنانيته ومصالحه الفئوية الضيقة، فالعراق يستحق أن يبذل له الصارخون باسمه كل شيء، وعند الشدائد يُعرف الإخوان.

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك