المقالات

عرب وين .. "برهان" وين

1471 2020-02-13

حمزة مصطفى

 

مازلنا في موسم قطاف "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأميركي  دونالد ترمب  بوصفها خطة سلام لحل القضية الفلسطينية. آخر أخبار الصفقة جاءت من بنيامين نتيناهو نفسه لا سواه حيث قرر التنازل عن طرح هذه الصفقة كجزء من برنامج حكومته. لماذا؟ لأن نصف وزراء حكومته ضد الصفقة لأنهم يرون إنها تنتهي بإقامة دولة فلسطينية. نتيناهو الغارق في الفساد حتى أذنيه أرادها بمثابة طوق نجاة له لاسيما إنه على وشك خوض الإنتخابات التشريعية الثالثة خلال عام في إسرائيل.

آخر أخبار الصفقة هو الرفض العربي الشامل لها سواء عبر مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة أوالبرلمان العربي في عمان مؤخرا. الموقف العراقي الذي عبر عنه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي كان متميزا جدا لجهة تثبيت موقف العراق الموحد حيال مايحاك ضد قضية العرب المركزية فلسطين. هذا الموقف هو الذي دعا البرلمانيين العرب الى إختيار رئيس البرلمان العراقي رئيسا للجنة المتابعة العربية.

آخر أخبار الصفقة إنه في الوقت الذي أعلن الفلسطينيون رفضا شاملا لها برغم كل خلافاتهم البينية, فإن خصم نيتياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت قرر الظهور علنا في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك خلال مناقشات مجلس الأمن للقضية الفلسطينية. صحيح أن ظهور أولمرت مع عباس لايمكن تفسيره على إنه موقف يعبر عن إنصاف من طرف إسرائيلي حيال الفلسطينيين بقدر مايدل على عمق الخلافات بين الأحزاب الرئيسية داخل الكيان الإسرائيلي التي فشلت لأول مرة وخلال عام كامل من تشكيل حكومة إئتلافية بأغلبية واضحة لهذه الجهة أو تلك.

موقف أولمرت هذا يمكن إستثماره فلسطينيا وعربيا لجهة العمل على تعميق الخلافات داخل هذا الكيان الذي  لم يعد موحدا حيال العديد من القضايا ومنها صفقة القرن التي يفترض إنها هدية ثمينة من ترمب وفريقه الحاكم المتعاطف بطريقة فجة مع إسرائيل وعلى رأس هذا الفريق مستشار ترمب وصهره جاريد كوشنير اليهودي.

أعود الى العنوان. آواخر السبعينات قام الرئيس المصري أنور السادات  بزيارته الشهيرة الى إسرائيل. كانت مفاجأة صادمة بالفعل, فأطلق عليها الإعلام العربي المقاوم آنذاك "جبهة الصمود والتصدي" مثلما كانت تسمى "رحلة العار". إنتهت رحلة العار تلك بالتطبيع عبر إتفاقيات كامب ديفيد وبقيت القضية الفلسطينية دون حل. بعد ثلاث سنوات قتل السادات في حادث المنصة الشهير. بعد أكثر من أربعين عاما يحاول رئيس المجلس الإنتقالي في السوادن عبد الفتاح البرهان إخراج بلاده من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. مسعى جيد ومحمود بل وضروري لاسيما أن نظاما شموليا باع كلاما على السوادنيين والعرب والمسلمين طوال ثلاثين عاما نتج عنه تكبيل السودان بكل أنواع القيود.

المفاجأة التي لم يكن يتوقعها حتى نتيناهو نفسه أن يطلب البرهان من أوغدنا التوسط لغسل سجل السودان من الإرهاب عبر تنظيم لقاء ولو خمس دقائق مع نتنياهو حتى يقتنع ترمب أن السودان صار دولة طبيعية وأن الفريق البرهان سيدخل تاريخ "الطشة" من أوسع أبوابه. نعم حصل ذلك لكن من نلوم.. ترمب أم نتياهو أم البرهان أم .. السيدة طنبورة الوحيدة  من بين هؤلاء التي لم تكن تبحث فيما فعلت عن .. الطشة.

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك