المقالات

خروقات دستورية في تشكيل الحكومة

2196 2020-02-13

قاسم آل ماضي

 

استقالت الحكومة تحت ضغط الشارع المحتج والمشاكس في بعض الأحيان ، خُرق الدستور بتجاوز المدة المحددة لتكليف مرشح جديد من الكتلة الأكثر عدداً وبذريعة ضغط الشارع أيضاً وخشية الانفجار وانزلاق البلاد إلى الفوضى رُفض تكليف ثلاثة مرشحين لرئاسة الوزراء بنفس الحجة.

 بعد هذا كله كِلّف المرشح محمد توفيق علاوي لكونه مستقلاً وكونه كان ضمن مجموعة اسماء رفعت في ساحة التظاهر يوماً ما ، وبناءً على هذه المعطيات يُفترض بالكتل السياسية دون استثناء أن لا تتدخل في اختيار وزير أو وكيل وزير ، بل لا يحق لها الاعتراض على أيٍّ منهم ، وان كان ذلك خارج السياقات الدستورية .

فالدستور في كل النظم البرلمانية يفترض مجئ رئيس الوزراء من رحم البرلمان ، والدستور العراقي يوجب على رئيس الجمهورية تكليف من ترشحة الكتلة الأكبر ، فما دام قد خرق الدستور في ذلك ورضيت الكتل تحت ضغط الشارع فهي إذن باتت خارج لعبة الحكومة وتشكيلها ، وعليها الانتظار إلى حين كسب الشارع وإدارة رغباته وهواه وفق ما ترتئي ويرتئي .

لا يحق للأخوة الكرد ولا السنة أن يُملوا على رئيس الوزراء وزيراً معيناً ، إلا أن يصرحوا علناً أن تظاهرات تشرين وما بعده لا تعنيهم أو انها تظاهرات غير محقة . نرجو من رئيس الوزراء أن يدرك أن قبوله التكليف فضل منه على الكتل وليس فضل من الكتل عليه ، وأن يكون عند شروطه وهو ان لا تتدخل أي كتلة بتسمية وزراء حكومته ، وان يكون شجاعاً في تحديد من يحاول عرقلة التأليف ، ولا يفرق في ذلك بين مكون ومكون ، فكل الشعب ناقم على السياسيين ، ومن كظم غيضه أخطر ممن باح به لأن الأول لا ندري كيف يعبر عنه مستقبلاً ، أما الثاني فقد باح وربما استراح . ليس من العدل ولا الديمقراطية أن تفرض كتلة وزراء معينين ويرفض رئيس الوزراء مرشحي الكتل الأخرى بحجة الشعب والمظاهرات .

أما إذا كان يعتقد أن الدستور أولى بالاتباع وأن لا حكومة تمر بدون تأييد الكتل البرلمانية فما عليه إلا يعدل في إرضائهم جميعاً أو أغلبيتهم ويُقنع المتظاهرين بأن هذا هو الأسلوب الدستوري في تشكيل الحكومات في النظم الديمقراطية البرلمانية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك