كندي الزهيري
جميعنا متفائلين بتنفيذ العقد الصيني الذي وقعت الحكومة المستقيلة برئاسة الدكتور عادل عبد المهدي،
لما نعلم منها من الخير الذي يستنفع به المواطن العراقي ، حيث تتمكن هذا الاتفاق خطوة صحيحة نحو الأفضل في أعمار العراق.
لكن هل تصورنا ماذا يستفاد الجانب الصيني من هذا الاتفاق ، ولماذا كل هذا الاندفاع من قبلهم ، ولماذا امريكا انتفضت بوجه الصين والحكومة العراقية ؟!.
لا يخفى على أحد مكانة العراق العالمين وموقعة الجغرافي وتأثيره على العالم ،من هذه الجوانب تسعى الدول العظمى بالسيطرة على العراق ،لكون ذلك يساعد على السيطرة على العالم والطاقة وممراتها من جانب المادي،
اما من جانب المعنوي يعد الدافع الرئيسي لفرض نظام معين على مجلس الامم المتحدة ،اما من جانب الديني والمعتقدات ويتصور الأمريكي بإيعاز إسرائيلي بأن نهاية امريكا والصهاينة ينطلق من العراق والذي سيكون نظام عالمي جديد لا وجود الأمريكي وأدواته وإسرائيل فيه ، وأما تاريخي فالصهاينة هدفهم تمزيق وحرق بابل الاسباب تاريخية ووجودية .
ان واحدة من الأسباب اندفاع الصين بشكل جنوني نحو العراق لما يتمتع هذا البلد بموقع استراتيجي مميز، خاصة بالنسبة لمشروع "حزام واحد وطريق واحد" الذي تسعى الصين لتنفيذه.
هذا الاندفاع يشمل العراق وإيران لكون البلدين مصدر قوي لدعم الاقتصاد الصيني وكسر الهيمنة الأمريكية على عالم الاقتصاد .
لكن كيف ؟ .
يتضمن توجهه الصين نحو العراق وايران بنفس الوقت في إطار مخطط شاملة وضعته الصين، لدعم حضورها تدريجيا في المشهد العراقي، كما فعلت مع العديد من البلدان الأفريقية في السابق، في سياسة اعتبرها الكثيرون موجة جديدة من الاستعمار الاقتصادي كما يسميه البعض.،
ستبدأ الصين بقطاعين النفط والغاز وتطويرهما ، مقابل الحصول على تخفيضات في استيراد النفط والغاز من العراق وكذلك إيران.
بعد ذلك التوجه الى بناء المصانع ، وبنا تحتية اهما السكك الحديدية تشرف عليها الشركات الصينية حصرا من دون تدخل الدوائر الأخرى.
ان هذه المشاريع تعتمد على شركات وإمكانيات الصين موجودة في الصين فقط ولا توجد في دول اخرى،
وقت ذلك سيكون بعد انتهاء من السكك الحديد في ايران سيبدأ بعدها في العراق ،الهدف نقل البضائع وتصديرها إلى الغرب وهنا يتم اكمال خط الحرير او ما يسمى الغزو الاقتصادي للعالم الجديد .
في الأثناء، يعمل العراق على سن قوانين جديدة لتنظيم عمل وكالة إعادة الإعمار، سيكون الهدف الأساسي منها بحسب مصادر رسمية، ضمان السماح للصين بالدخول إلى العراق دون العوائق المعتادة او تدخل من الجانب الأمريكي الذي لن يقف مكتوف اليد ،مقابل المليارات من الدولارات تضيع من يد الشركات الأمريكية ،في بلد اعطت امريكا خسائر جسيمة ، في محاولة للسيطره عليه من ثم السيطرة على العالم بأسرة.
وفي هذا السياق صرح المسؤولين العراقيين "الصين هي خيارنا الأول حليفا استراتيجيا على المدى الطويل، حيث بدأنا باتفاق مالي قيمته عشرة مليارات دولار لكمية محدودة من النفط لتمويل بعض مشاريع البنية التحتية. في المقابل، سيزيد التمويل الصيني بارتفاع إنتاج النفط العراقي، وسيتم استغلاله بشكل مغاير عن السياسات السابقة، وذلك عبر البناء والاستثمار وعمليات إعادة الإعمار"، قامت أمريكا بستخدام اقوى ما عندها من سلاح بيولوجي ضد الصين وضهور مرض كورونا ، ووضح جيرينوفسكي الفيروس في سياق الحرب الاقتصادية الراهنة بين البلدين، بقوله: "يخشى الأمريكيون عدم قدرتهم على تجاوز الصين، أو على الأقل البقاء على قدم المساواة معها".
للسؤال المجهول والذي يطرح نفسه متى يصبح العراق لاعب في ارض غير أرضه ، وكيف سنجعل من هذا الصراع يصب بمصلحة العراق ؟؟...
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha