سعود الساعدي
نعم هو امر خطير أن تدافع عن الناس ومصالحهم ووجودهم ومستقبلهم في زمن اصطدمت فيه الاجندات المصنوعة من منشأ واحد!! زمن صال وجال فيه الفاسدون وبعضهم ارتكب عظائم الفجور باسم الدين وفي نفس الوقت فار وثار فيه الناس ضدهم باسم الإصلاح ورفض الفساد!!.
زمن الاستحمار والاستخراف!! وتزييف الحقائق وانقلاب الواقع وتضخيمه وتعظيمه وتهويله وتحويله إلى وقود للاحراق!!.
زمن المغالطات المنطقية والالاعيب اللغوية والرقص على معاناة الناس وجراحهم والمتاجرة بدمائهم ومستقبلهم.
زمن ارتفعت في كلمة الحق لتحطيم الحق وتحكيم الباطل!!.
قد تظن نفسك لاعبا فاعلا ومؤثرا فيما انت ملعوب به! لا يختلف الأمر كثيرا عن فيلم سينمائي اجاد المخرج عملية اخراجه وابدع فيه الممثلون بتأدية ادوارهم باحتراف لدرجة جعلت المشاهد يتأثر وينفعل!.
الفارق هنا انه فيلم مفتوح لم تحن نهايته بعد لغرض إشراك المنفعلين به وحتما لن يكونوا أكثر من كومبارس!!.
كيف تفرق للناس وتقنعهم بأنه فيلم بعد أن باتوا جزءا منه ومتأثرين بالسيناريو والممثلين وكل التفاصيل!!. هذا ما يجري في أغلب أرجاء المعمورة اما في العراق فهو بشكل مركز !!!.
كيف تميز للناس بين الفاسدين وأسباب وعلل الفساد؟
وكيف تميز لهم بين رموز ورؤوس الفساد وبين نظام سياسي معقد ومركب ومتداخل هو السبب الاساس في استثمار الافساد؟!
كيف تشرح لهم ان رفض الفساد لا يعني الإفساد؟!
وأن أماني الحصول على وطن لا تحققها مجموعة من العواطف والانفعالات دون وعي وإدراك للحقائق والمعطيات؟!
المشكلة حينما توجه اليك سهام النقد ورماح الاتهامات الباطلة لتوضع في خانة الدفاع عن الفاسدين!!.
المشكلة الأكبر حينما تكون انت من أوائل المعارضين ومن أكثر الرافضين لطبيعة النظام السياسي وطريقة تشكيله ومن أوائل المحذرين من نهايته المأساوية المحتومة ومن أشد الناقدين للفاسدين و من أكثر الناس تضررا منهم!!.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha